Crises threatening global security in 2022 (the pre-war Russian-Ukrainian crisis) as a model

الازمات المهددة للأمن العالمي في سنة 2022 )الازمة الروسية – الاوكرانية ما قبل الحرب( أنموذجاً

ا. د. حميد شهاب أحمد

Prof. Dr: Hamed Shihab Ahmed

College of Political Science - University of Baghdad formerly

كلية العلوم السياسية /جامعة بغداد سابقاً

DOI:10.55559/sjaes.v1i03.13 Received: 12.06.2022 | Accepted: 30.06.2022 | Published: 10.07.2022

 

Abstract:

The topic deals with the most serious crises threatening global security, foremost of which is the Russian-Ukrainian crisis, which developed after a war that is still raging. The study also dealt with the role of the United States in these crises, which is their common denominator. The research delved into the depths of the roots of this crisis and to know the reasons for each party (Russia and Ukraine) and their insistence not to reach a peaceful solution to it. The researcher also laid out the possible scenarios for this crisis, one of which was later achieved. He also touched on the structure of the international political system after this crisis.

Keywords: Russia, Ukraine, crisis, the United States, China

الكلمات المفتاحية : روسيا ، اوكرانيا ، ازمة ، الولايات المتحدة ، الصين

Electronic reference (Cite this article):

Ahmed ا. د. ح. ش. Crises threatening global security in 2022 (the pre-war Russian-Ukrainian crisis) as a model. Sprin Journal of Arabic-English Studies, 1(03), 92–114. https://doi.org/10.55559/sjaes.v1i03.13

Copyright Notice:

© 2022 The Author(s). This is an open access article published by Sprin Publisher under the Creative Commons’ Attribution 4.0 International (CC BY 4.0) licence. https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/

أولاً: المقدمة

مثلما كان متوقعاً عند البعض من ان النظام السياسي الدولي الذي انفردت به الولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود لن يكون بأفضل من سابقيه وهما النظام السياسي الثنائي القطبية والذي سبقه المتعدد الاقطاب، بل ان الازمات الدولية اصبحت اكثر خطورة وحِدة في ظل هذا النظام السياسي الدولي الاحادي القطبية بسبب محاولات الولايات المتحدة بفرض ارادتها على جميع الدول صغيرها وكبيرها، القوي والمتوسط والضعيف منها، كذلك سوء ادارتها للعلاقات الدولية وشنها الحروب على الدول الضعيفة كالعراق وافغانستان على سبيل المثال، وفق حجج كاذبة حسبما اعترفت به فيما بعد على لسان كبار مسؤوليها خاصةً بالنسبة للعراق في حربها عليه واحتلاله، بل في تدميره (البنى التحتية)، وتفتيت مجتمعه فيما بعد.

وارادت الولايات المتحدة الامريكية ان تنصاع جميع دول العالم لسياستها سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية... وغيرها من السياسات. وفي ظل انشغال الولايات المتحدة الامريكية بهذه السياسات واستراتيجياتها التي استنزفتها ماديا واقتصادياً كما ظهر ذلك واضحاً في الازمة الاقتصادية العالمية سنة 2008، والتي كانت الولايات المتحدة ورائها وهي التي كانت اكبر المتضررين منها، كانت هناك دول تشق طريقها بكل قوة وثبات نحو الصعود في سُلم الهرمية الدولية، مثل الصين وروسيا على سبيل المثال، وهنا يأتي التفسير من ان الدولة عندما تشعر بانها اصبحت قوية بما فيه الكفاية تقوم باسترداد ما تعدهُ هو حق لها مثل مطالب روسيا في القرم، وان لا تكن اوكرانيا قاعدة لقوات الناتو، والصين التي ترى في تايوان من انها جزء من اراضيها، والذي رأت فيه الولايات المتحدة الامريكية ان هذه المطالب هو تحدي لسياساتها الهادفة الى تحجيم هذه القوى الصاعدة وغيرها من الدول، فهنا برزت أزمات حادة وخطيرة تهدد السلم والأمن العالمي. لذلك في هذه الدراسة المتواضعة سوف نسلط الضوء على أهم هذه الازمات التي لها صفة العالمية، بعد ذكرها بإيجاز، لكي نذهب فيما بعد لنركز على الازمة الروسية – الاوكرانية والتي تُعد من اهم الازمات الدولية واخطرها في القرن الواحد والعشرين، كما ستكون لنا قراءة مستقبلية لأهم مشاهد هذه الازمة.

ثانياً: الولايات المتحدة الامريكية والازمات الدولية

لا يخلو أي نظام سياسي دولي من ازمات، كالحروب ومنها: العالمية ما هي إلا محصلة لتلك الازمات، فحينما تُفقد السيطرة على هذه الازمات وعدم ادارتها بعقلانية يكون خيار الحرب لصانع القرار هو الحل، كما حدث في كل الحروب التي شهدها العالم سواء كانت محدودة او كانت عالمية (واسعة النطاق)، خاصة حينما يدرك احد الاطراف بأنه الاقوى من بين خصومه، وقد يستخدم اسلحة الدمار الشامل عندما يشعر بأن خصمه اصبح في حالة من الضعف وليس بمقدوره الرد عليه أو لا يمتلك هذا النوع من اسلحة الدمار الشامل، كما حدث عندما استخدمت الولايات المتحدة القنابل الذرية ضد اليابان عندما ضربت مدينتي هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية في اغسطس سنة 1945، والتي في حينها كانت الحرب العالمية الثانية تلفظ انفاسها الاخيرة.

وبعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، تبدل النظام السياسي الدولي من نظام متعدد الاقطاب الى نظام ثنائي القطبية، كأحد افرازات هذ الحرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي، وقد عاش العالم حالة رعب اثر الازمة الكوبية سنة 1962، وحبست البشرية انفاسها لمدة (13) يوم([1])، حينما اوشكت الحرب النووية على الاندلاع بين قطبي النظام السياسي الدولي الانفي الذكر، إلا ان النجاح في ادارة الازمة ابعدت شبح الحرب التي لا تبقي ولا تذر. وبعدها واستكمالاً لما خططت له الولايات المتحدة الامريكية من ضرورة ابعاد الاتحاد السوفيتي عن المشاركة في قيادة النظام السياسي الدولي وفرض هيمنتها على هذا النظام والانفراد بتربعها على الهرمية الدولية، تحقق لها ذلك أخيراً سنة 1991، عندما تفكك الاتحاد السوفيتي، وانتقل النظام السياسي الدولي الى نظام احادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة بمعنى ولادة الامبراطورية الامريكية وانها ستعيش عصراً. ولكن هذا العصر لن يكون طويلاً، لأسباب تتحملها الولايات المتحدة الامريكية ذاتها، نختصرها بعدم ادارتها للازمات الدولية بالشكل الصحيح، ودخلت أو خلقت حروب محلية كالحرب على افغانستان سنة 2001، والحرب على العراق سنة 2003، والتي استنزفتها مادياً واقتصادياً وحصدت منها الارواح، وكان قبلها الحرب على العراق سنة 1991, كما كانت هي وراء ظهور التنظيمات المتطرفة (كالقاعدة) مثلاً، حينما دعمت وجندت ما يسمى بالمجاهدين العرب لإخراج السوفييت من افغانستان([2])، عندما قام الاتحاد السوفيتي بغزوها سنة 1979([3])، وقد كان القاسم المشترك في حينها بين المجاهدين العرب والولايات المتحدة هو: مجابهة المد الشيوعي وتجميده وطرده من الدول العربية والاسلامية، ولاختلاف المصالح انقلبت الولايات المتحدة على هذه الجماعات بعد تحرير افغانستان من الاحتلال السوفيتي، وبالمقابل ناصبت هذه التنظيمات (القاعدة) العداء للولايات المتحدة الامريكية، وقامت باستهداف مصالحها اين ما كانت في العالم، وهذه فيها من التفاصيل لا تسع هذه الورقة تضمينها. ومقابل انشغال الولايات المتحدة تجاه المشاكل لهذه الدولة او تلك، وسوء ادارتها للعلاقات الدولية، وشغلها الشاغل وتمسكها بالهيمنة الدولية وعدم افلاتها، اضافة الى غرورها وعنجهيتها حتى في بعض الاحيان مع حلفائها (كما في مدة رئاسة ترامب)، كانت هناك دول اخرى تتسلق سُلم النظام السياسي الدولي بكل هدوء وثبات مستغلة كل الوسائل السلمية لهذا الصعود وهنا ما نقصد به الصين، اضافة الى روسيا التي عادت من جديد لتنافس الولايات المتحدة الامريكية.

هنا ادركت الولايات المتحدة الامريكية، ان هيمنتها على النظام السياسي الدولي في خطر وانها آيلة الى الزوال وهنا ستكمن المشكلة، وهي: الى اي حد سوف تتصرف الولايات المتحدة وهي ترى ان الفرصة التي انتظرتها سنين طويلة ستفقدها قريباً للأسباب التي ذكرناها. وهنا سيكون احد الاحتمالات قائماً وهو الاقسى والاشد على البشرية وهو دخولها مع منافسيها في حرب قد تستخدم فيها اسلحة الدمار الشامل، وستكون الحرب الكونية الاكبر دماراً للبشرية، لان اطرافها يملكون اسلحة الدمار الشامل، والاسلحة المتطورة الاشد فتكاً على الارض.

ان فقدان الهيمنة على النظام السياسي الدولي هي هزيمة بحد ذاتها للولايات المتحدة الامريكية لذلك سنتطرق هنا الى أزمة لها صفة العالمية، بمعنى ان تداعياتها تخرج من محيطها الاقليمي لتنتقل الى العالمية، على عكس الازمات المحلية التي تبقى حبيسة محيطها الاقليمي.

وهذه الازمات العالمية فيها خطر كبير على الأمن الدولي، كون اطرافها تمتلك اسلحة الدمار الشامل وهي دول نووية. وهنا سنتطرق الى نموذج من هذه الازمات وباختصار.

ثالثاً: اخطر الازمات الدولية

الازمة الروسية – الأوكرانية: يحشد الروس عشرات الآلاف من الجنود وترسانات الاسلحة على الحدود الاوكرانية مع مؤشرات على غزوها، بينما لا يتردد الامريكان والغرب برد مدمر حال تجرأت موسكو على (كييف).

رابعاً: الازمة الروسية – الاوكرانية

تقتضي هذه الازمة من ذكر بعض المعلومات المهمة كي نعرف جذور العلاقة بين الطرفين المباشرين لهذه الازمة. فهناك ترابط تاريخي وثيق بين الدولتين):روسيا واوكرانيا)، وهذا ما يدركه الروس والاوكرانيين الانفصاليين على السواء، فالعاصمة (كييف) كانت عاصمة روسيا القديمة سنة 988م، كما ان الدولتين توحدتا تحت حكم القيصر الروسي سنة 1654م، جغرافياً وسياسياً واقتصادياً([4])، كما ان أوكرانيا هي أحدى الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفيتي السابق منذ تأسيسه في سنة 1922، وحتى تفككه في سنة 1991، وكانت تسمى جمهورية وكرانيا الاشتراكية السوفيتية([5]). وتعد روسيا، ان اوكرانيا حديقتها الخلفية، كما انها تتحسر من انفصالها عن الاتحاد السوفيتي؛ حيث كان الاقتصاد الاوكراني في المرتبة الثانية ضمن الاتحاد السوفيتي، كونه عنصراً صناعياً وزراعياً هاماً، لذلك فالسيطرة على اوكرانيا ستمد الروس بدعم اقتصادي ملحوظ([6])، فبعد استقلال أوكرانيا من الاتحاد السوفيتي كان هناك ميل لهذه الدولة نحو الغرب، وانضمت الى مجلس التعاون الاطلسي في سنة 1992، وتصدرت قائمة الموقعين في رابطة الدول المستقلة على اتفاقيات اطارية مع الحلف عنوانها " الشراكة من اجل السلام" ([7])، ولاحقا شهد الجانبان اتفاقيات تعاون اخرى، لكن المنعطف الاول في العلاقات كان في عام 2005، بعد نجاح " الثورة البرتقالية"، بإيصال الموالين للغرب الى سدة الحكم لأول مرة منذ الاستقلال([8]).

لقد تحولت دفة الحكم في اوكرانيا نحو المسار الغربي، وبرز حلمها بعضوية الاتحاد الاوربي، واكتسب التعاون مع حلف الناتو شكل "الحوار العاجل" كخطوة اولى نحو انضمامها الى المنظمة، وفي اوائل سنة 2008، كتب الحلف رسالة رسمية بهذا الشأن موقعة من الرئيس الاوكراني( فيكتور بوشينكو)، لكنها رفضت من قِبل المانيا وفرنسا([9])، وهنا ظهر رفض وغضب موسكو واضحاً الى العلن بسبب طلب الانضمام هذا، وهكذا استمر الوضع حتى سنة 2010، بوصول الموالين لروسيا مرة جديدة الى الحكم، والعودة بالسياسة الخارجية الى حالة " عدم الانحياز"، مع الابقاء على مساعي العضوية في الاتحاد الاوربي بشكل صوري يرضي الجماهير، ولكن زخم الحديث عن العضوية عاد بقوة بعد احداث سنة 2014، في اوكرانيا(*)، قبل ان يلغي البرلمان حالة عدم الانحياز في ديسمبر من السنة نفسها، ويعتمد تعديلات دستورية في سنة 2017، حددت عضوية الاتحاد والحلف كإحدى اولويات السياسة الخارجية الأوكرانية، ودخلت حيز التنفيذ في سنة 2019 ([10])، وجاء الاحتلال لشبه جزيرة القرم(*)من قِبل روسيا وتغذيها الحراك الانفصالي في شرق اوكرانيا ليلعب دوراً برفع نسبة التأييد لهذا التوجه شعبياً(التوجه نحو الغرب)؛ حيث حصل هذا التوجه نسبة (70%) ولم يقل عن (55%) بحسب استطلاعات مختلفة([11]).

وتصاعدت الازمة بعد ان حشدت روسيا(100) الف جندي على الحدود مع اوكرانيا، مع تنصيب صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية قرب الحدود، وتتذرع موسكو بذلك لنشر اوكرانيا (125)الف جندي من جانبها على الحدود([12])، مما جعل روسيا تحرك قطعاتها العسكرية آلاف الكيلومترات نحو أوكرانيا، وحركت قواتها من القوقاز نحو "جزيرة القرم"، وهي بالتأكيد ليست تدريبات، بل اعادة توزيع الوحدات الروسية استعداداً لعمل عسكري، مقابل دعم واشنطن والناتو لأوكرانيا وحث الخطى للدخول على خط الازمة مما يُصعب ازمة موسكو ([13])، ومن مؤشرات الحرب المحتملة، هو تصريحات المسؤولين الروس من انهم ذاقوا ذرعاً من الجهود الدبلوماسية لحل الازمة، وانهم يرون اندماج اوكرانيا المتزايد مع امريكا والناتو، هو أمر لا يمكن السكوت عليه([14])، وان اوكرانيا من المنظور الروسي، يجب ان تبقى حديقة خلفية لها أو دولة تابعة موالية لها ايضاً، أو دولة محايدة (رمادية) على أكثر تقدير بحسب رأي الخبراء([15]).

وفي هذا الصدد، لعل أكثر ما يثير مخاوف موسكو، حقيقة أن اوكرانيا تنشد عضوية حلف الناتو، وتقوم بخطوات عملية في هذا الاتجاه وان تعثرت، وترفض روسيا زحف الحلف صوب حدودها الغربية مع اوكرانيا، وتعتبر ان في ذلك "خطوط حمراء" لا يجوز تجاوزها([16]).

نفهم من هذا، ان اوكرانيا تريد استعادة جزيرة القرم، مستغلة دعم الناتو والولايات المتحدة الامريكية لها، وروسيا لا تريد لأي من قوات الناتو في اوكرانيا، بل لا في أي دولة من دول جوارها، وهذا ما رأيناه في تدخلها في كازخستان وارسال قواتها لدعم الحكومة المؤيدة لها وقمع التظاهرات التي اندلعت هناك في بداية سنة 2022، وقد اوضح الرئيس الروسي "بوتين"، بكل وضوح بالقول ان: "روسيا لن تسمح بثورات في البلدان المجاورة"([17]). هذه وجهة نظر مختصرة لكل من روسيا واوكرانيا في اسباب الازمة الاوكرانية. أما بنسبة للولايات المتحدة الامريكية، فالمراقبون يرون ان سر الاهتمام الامريكي بملف الازمة الاوكرانية، وسر دعمها لـ(كييف) بمليارات الدولارات في مواجهة موسكو، يكمن في مصالح واهداف امريكية قد تتحول الى شرارات حرب ومنها([18]):

أما موقف الناتو، فهو يعبر عن الموقف الامريكي من الازمة، فنعتقد ان الدول الاوربية وبالأخص المنضوية تحت هذا الحلف لا تندفع في عدائها لروسيا بسبب هذه الازمة الى هذا الحد لولا الموقف الامريكي، وفي نهاية سنة الماضية 2021، تفاقمت حدة الازمة وبدأت اطرافها كل يهدد الاخر الى الحد الذي وصل الى استخدام القوة العسكرية لحلها. وهنا ادركت الدول النووية الكبرى خطورة الموقف وان العالم مرتعب من هذا التصعيد لاسيما وان اطرافها لها انياب نووية، فاتفقت كل من الصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا بتاريخ: 3/1/2022، على ضرورة تفادي زيادة انتشار الاسلحة النووية، وحدوث حرب نووية، وجاء هذا الاتفاق في بيان مشترك للدول النووية الخمس، وافاد البيان بان: الدول الخمس، دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، تعتبر ان مسؤوليتها الرئيسة تتمثل فيتجنب نشوب حرب بين دول تمتلك السلاح النووي(*)، وتقليل المخاطر الاستراتيجية، بينما تهدف الى العمل مع جميع الدول لشيوع جو من الأمن([19]).

وجاء في نص النسخة الروسية من البيان "نعلن أنه لا يمكن ان يكون هناك منتصرون في حروب نووية، ولا ينبغي ان تبدأ على الاطلاق" وشددت الدول الموقعة على البيان على ضرورة استخدام الاسلحة النووية لأهداف دفاعية ودرع اي عدوان ومنع نشوب حوب"([20])، وجاء في البيان انه: في خضم توترات جيوسياسية متصاعدة بين روسيا لقواتها بالقرب من الحدود مع اوكرانيا، ومخاوف عن اقتراب حلف شمال الاطلسي من الحدود الروسية([21]).

فعلى الرغم من هذا البيان يحاول ان يلمع صورة الدول الخمس الكبار، ومن انها حريصة على عدم استخدام الاسلحة النووية، إلا ان عبارة " على ضرورة استخدام الاسلحة النووية لأهداف دفاعية ودرع اي عدوان"، ينسف كل الغايات النبيلة لهذا البيان، فعبارات الدفاع وردع اي عدوان هي مصطلحات مطاطة، فالدفاع في نظر البعض أو الطرف الاخر هو هجوم، وردع العدوان يستوجب الرد عليه، فهذه العبارات تكيف حول تفسير كل دولة بما يتلائم واهدافها، فعلى سبيل المثال لو قامت روسيا بضرب او احتلال اوكرانيا فمن وجهة نظر الروسي انهم قاموا بضربة وقائية أو استباقية لردع اوكرانيا من القيام بعمل عسكري ضدها، أو انه عمل دفاعي وفي المقابل تعد الولايات المتحدة الامريكية والناتو، ان ما قامت به روسيا يعد عدواناً لذلك يستوجب ردعه.

إذن ان هذا البيان لم يضع الحل الجذري والنهائي لعدم استخدام الاسلحة النووية علماً بأن البيان مبادرة روسية، وعلى الرغم من صدور هذا البيان إلا ان التصريحات العدائية والتهديد باستخدام القوة لم تتوقف بين الطرفين روسيا من جهة والغرب من جهة أخرى.

ومن مؤشرات تصاعد الازمة هو انه حتى الدبلوماسيين استخدموا لغة التهديد اذا لم تتحقق مصالح بلدانهم، فعلى سبيل المثال: أتهم نائب وزير الخارجية الروسي(سيرغي ريابكوف) الغرب باستمرار الضغط على العلاقات مع روسيا، وحذر من ان موسكو قد تصعد الموقف اذا لم يتعامل الغرب مع مطالبها بجدية ([22])، وجاء بيان (ريابكوف) هذا بعد يوم من تقديم موسكو وثائق امنية تطالب حلف الناتو برفض عضوية اوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق والتراجع عن الانتشار العسكري للتحالف في وسط وشرق اوربا([23]).

وجاءت هذه المطالب وسط توترات متصاعدة بشأن زيارة القوات الروسية بالقرب من اوكرانيا، مما اثار المخاوف من حدوث غزو، وكانت روسيا قد نفت ان يكون لديها خططاً لمهاجمة جارتها، لكنها تريد ضمانات قانونية تستبعد توسع لناتو ونشر اسلحة هناك، وكان الرئيس الروسي(بوتين) قد اثار موضوع هذه الضمانات مع الرئيس الامريكي (بايدن) في مكالمة مصورة اجريت اواسط شهر ديسمبر من سنة 2021، وخلال هذه المحادثة اعرب الرئيس (بايدن)عن قلقه بشأن حشد القوات الروسية بالقرب من اوكرانيا وحذره من ان روسيا ستواجه "عواقب وخيمة"، إذا هاجمت موسكو جارتها([24]).

كما ان الرئيس (بايدن) قال في وقت سابق، ان واشنطن يمكن ان تعزز وجودها العسكري في دول الناتو وتساعد اوكرانيا في تطوير قدراتها الدفاعية، بالإضافة على فرض عقوبات اقتصادية هائلة على موسكو([25])، كما اتهمت الولايات المتحدة الامريكية موسكو من انها تريد اعادة احياء الاتحاد السوفيتي، وهذا ما عبر عنه قول وزير الخارجية الامريكي (أنتوني بلينكن) من ان روسيا: تسعى الى اعادة النظام الاقليمي الذي كان موجوداً في زمن الاتحاد السوفيتي([26])، كذلك حذر (الناتو) روسيا من ارتكاب خطأ في اوكرانيا؛ حيث حذر الامين العام لحلف الناتو (ينس ستولتنبرغ) في 1/12/2021، من ان "الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة يجب أن يستعد للأسوأ مع تزايد المخاوف من أن روسيا ربما كانت تستعد لغزو أوكرانيا"([27])، وفي المقابل كانت التصريحات الروسية لا تقل شدتها عن مستوى التصريحات الغربية، ونماذج منها: هو تحذير الرئيس (بوتين) الغرب من ان موسكو لديها خط احمر بشأن أوكرانيا؛ حيث اصدر تحذيراً شديداً بتاريخ: 30/1/2021، للناتو من نشر قواته واسلحته في اوكرانيا، قائلاً: " قائلا إن ذلك يمثل "خطا أحمر" لروسيا وسيؤدي إلى "رد قوي"([28])، وفي حديث اخر في منتدى الاصلاح عبر الانترنيت، قال: "ان توسع الناتو باتجاه الشرق يهدد المصالح الأمنية الاساسية لموسكو" ([29])، وفي 21/12/2021، لوح الرئيس بوتين بالحل العسكري رداً على خطوات الولايات المتحدة الامريكية غير الودية([30])، كذلك أكد رئيس الدبلوماسية الروسية (سيرغي لافروف) بتاريخ 22/12/2021، بقوله: " ان روسيا لا تريد حرباً ولا نريد ان نسلك مسلك مواجهة لكننا سنضمن أمننا بحزم باستخدام وسائل نعتبرها ضرورية"([31]) واضاف "أتمنى أن يأخذوننا على محمل الجد بالنظر للتحركات التي نتخذها لضمان قدرتنا الدفاعية"([32])، وهناك العشرات من التصريحات المتضادة بين الطرفين فيما يتعلق بحل الازمة دبلوماسياً أو عسكرياً.

وعلى الرغم من لغة التهديد هذه، إلا ان هناك فرصة للجهود الدبلوماسية؛ حيث ابقت الاطراف الباب مفتوحاً للدبلوماسية من اجل ان تعمل على نزع فتيل الازمة، ومثال على ذلك حينما كانت قد اعربت واشنطن عبر البيت الابيض بتاريخ17/12/2021، عن استعداد الولايات المتحدة الامريكية لمناقشة مسائل أمنية مع روسيا([33])، كذلك في المقابل قال وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف): "ان موسكو ستكون مستعدة لوضع مطالب واشنطن في الاعتبار" ([34])، وقد بادرت روسيا في 1/12/2021، عبر الرئيس (بوتين)بمقترحات لنزع فتيل الازمة عبر محادثات مع الولايات المتحدة الامريكية، وجاء الرد سريعاً من قِبل الاخيرة بتاريخ: 17/12/2021؛ حيث قال مسؤول في البيت الابيض، "أن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة المسائل الأمنية مع روسيا وستواصل قريباً مع موسكو بشأن مقترحات الرئيس (بوتين)" ([35])، كما قالت المتحدثة باسم البيت الابيض (جين ساكي) بتاريخ: 11/2/2021، "ان الولايات المتحدة الامريكية اطلعت على المقترحات الروسية بشأن بدء محادثات لنزع فتيل ازمة اوكرانيا وانها ستجري محادثات مع حلفاءها الأوربيين وشركائها؛ حيث قالت (ساكي) للصحفيين: " لن تكون هناك اية محادثات بشأن الأمن الاوربي بدون حلفائنا الأوربيين" ([36])، وهذا وان روسيا قد كشفت بتاريخ: 16/12/2021، من انها على اتم الاستعداد لأرسال مفاوض حكومي (في أي لحظة)، لبدء محادثات مع الولايات المتحدة الامريكية بشأن الضمانات الأمنية التي تسعى اليها([37])، وكانت المبادرة الروسية تتضمن اقتراحين بشأن منع توسع الحلف الاطلسي شرقاً، وهذا ما كشفت عنه المتحدثة باسم البيت الابيض(ساكي) بتاريخ 18/12/2021([38])، وبالفعل تم الاتفاق بين الطرفين الامريكي والروسي على عقد مفاوضات في جنيف بتاريخ: 12/1/2022، وبالفعل تم عقد الاجتماع، والذي استمر لثماني ساعات من المحادثات إلا إنه انتهى بدون احراز تقدم يذكر([39])، ورمت الولايات المتحدة كرتها في ملعب (الناتو) لاستكمال المحادثات، وذلك عندما قالت نائبة وزير الخارجية الامريكي (ويندي شيرمان)، من ان الولايات المتحدة الامريكية منفتحة على عقد مزيد من المحادثات مع موسكو بشأن تمركز قواتها في المنطقة اذا كانت موسكو مستعدة لاتخاذ خطوات مشابهة، مضيفة أن "هذه المحادثات يمكن ان تتم على سبيل المثال في اطار مجلس روسيا وحلف شمال الاطلسي(الناتو)، والذي يعقد اجتماعاً في بروكسيل (12/1/2022) ([40])، والذي تحقق بالفعل هذا الاجتماع بدون التوصل الى نتائج لحل الازمة، كما ان(ويندي شيرمان) رفضت مجددا مطالب روسيا بالحصول على ضمانات بان يوقف الناتو توسعه شرقاً، وجددت في الوقت نفسه دعوتها لروسيا لإعادة قواتها التي تقدر بنحو(100) (ألف) عسكري الى الثكنات او توضح الغرض من وجودها على الحدود الأوكرانية([41])، كما حذرت (شيرمان) من انه "إذا شنت روسيا هجوماً سيكون هناك ثمن وعواقب كبيرة تتجاوز ما واجهته موسكو سنة "2014، عندما ضمت شبه جزيرة القرم، ودعمت تمرداً انفصالياً في شرق أوكرانيا([42])، في حينه اكد نائب وزير الخارجية الروسي (سيرغي ريابكوف:)، بعد انتهاء هذه المباحثات من ان بلاده " ليست لديها اي نية لمهاجمة اوكرانيا، واعتبر ان واشنطن تأخذ مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية "بجدية كبيرة"([43])، وقال (ريابكوف) للصحفيين ان "المحادثات صعبة وطويلة ومهنية للغاية وعميقة ومحدودة"، ودعا الولايات المتحدة الامريكية لان تتعامل مع روسيا بروح من المسؤولية، وكذلك ندد بالتهديدات الامريكية بالتحرك ضد بلاده، ووصفها بأنها " محاولات للابتزاز والترهيب"، لكن شدد على ان موسكو "تدعم مواصلة الحوار"، قائلاً: لا اعتقد ان الوضع ميئوس منه"([44])

بعد يومين من اللقاء الامريكي_ الروسي، عُقد بتاريخ 12/1/2021 اجتماع بين روسيا والناتو وهذا الاخير بعد ان نظم موقفه مع منظمة الأمن والتعاون في اوربا، واختتم الاجتماع بدون نتائج تذكر، وقال الامين العام لحلف الشمال الاطلسي (ينس ستولتنبرغ) في ختام هذا الاجتماع من أن هناك (اختلافات رئيسيه) مع موسكو لا تزال قائمة حول الأمن في اوربا، إلا ان الدول الاعضاء في الحلف منفتحة على الحوار فيها([45]).

وبعد ايام من هذه الاجتماعات، طالبت روسيا بضمانات أمنية مكتوبة من الغرب، حيث قال وزير الخارجية الروسي (سيرجي لافروف)، ان الولايات المتحدة وحلف الشمال الاطلسي "الناتو" يجب ان يدونوا ضماناتهم الأمنية امام روسيا " لان روسيا لن تنتظر الى ما لا نهاية"، وذلك بعد جولات متعددة من المباحثات بدت انها لم تنجح في تقريب الطرفين أكثر([46]). والنص الاخير في تصريح الوزير الروسي لخص فشل جميع المباحثات بين روسيا والغرب، بما فيها القمة الافتراضية (عبر الفيديو) التي انعقدت بين الرئيسين بوتين وبايدن بتاريخ7/12/2021 والتي استمرت لمدة ساعتين، وان الازمة الاوكرانية لم تجد حلاً في هذه القمة، بل العكس ان جميع المفاوضات والمباحثات التي تلت هذه القمة كانت تجسيد وتعبيراً عن مواقف الرئيسين الروسي والامريكي.

وخلاصة القول ان روسيا مصرة على ان لا يقترب الغرب من مناطق نفوذها، وان يقيم قواعد عسكرية في الدول التي كانت يوما ضمن حدود الاتحاد السوفيتي، وبالخص دول جوار روسيا اليوم وفي مقدمتهم اوكرانيا ، كما انه لا حكومات مواليه للغرب في دول الجوار هذا، وان حدث ذلك فان هذا الولاء محدود، ولا يتعدى التعاون المحدود، أما الدخول في الناتو وجعل هذه الدول قواعد له، فهو خط احمر ومحظور بالمرة، وانه خطر كبير على الأمن القومي الروسي من وجه نظر الروس، وهذا ما عبر عنه الرئيس (بوتين)، بأن روسيا لا تتوانى في استخدام القوة العسكرية والدخول في حرب مكلفة ومهما كان الثمن لمنع ذلك.

 ومن نافلة القول لابد ذكر دخول ثلاث غواصات نووية في بحر البلطيق ومناورات حلف الناتو في البحر الاسود وقبلها تنفذ البحرية الروسية ولأول مرة مناورات في المحيط الهادي مما يعني انها دخلت مجال النفوذ الامريكي من ناحية الغرب، مما يعني ان حرباُ عالمية قادمة وبأسلحة نووية مخيفة([47])، اضيفت الى المخاطر نوع من الغواصات النووية الروسية التي تُحدث (تسونامي) في المياه مثل الغواصة (بوستن) في حين في الجانب الاخر ينشر الامريكان شبكة ليزر خاصة في الفضاء مما يزيد الرعب في حرب كونية محتملة.

وعقد مجلس الأمن بتاريخ 31/1/2022، جلسة بشأن الازمة الروسية ـــــــ الاوكرانية، بناءً على طلب الولايات المتحدة والتي عارضته روسيا بتأييد من الصين، لكن هذه الجلسة تحققت بتأييد عشرة دول من مجموع الخمسة عشر الاعضاء في مجلس الأمن، ولم يتوصل مجلس الأمن في هذه الجلسة الى حل أو احراز تقدم بشأن الازمة، وانما على العكس حيث استمرت الاتهامات والتهديدات على غرار سابقاتها بين الجانبين الامريكي والروسي([48])، وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد قدمت قبل هذه الجلسة بتاريخ 26/1/2022، ردودا مكتوبة لروسيا على مطالبها بشأن الضمانات الأمنية([49])، الا ان هذه الضمانات لم تساعد في الخروج من الازمة ولم تكن روسيا راضية عنها([50]).

ومن الجدير بالذكر من ان الولايات المتحدة الامريكية، قد حددت منتصف شهر (فبراير) موعداً للهجوم الروسي على اوكرونيا(*)، وذلك حينما قالت مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية(ويندي شيرمان)، من ان الولايات المتحدة تعتقد ان الرئيس الروسي( فلاديمير بوتين) مستعد لاستخدام القوة ضد اوكرانيا بحلول منتصف فبراير، رغم الضغوط الساعية للحؤول عن ذلك([51]).

هذا وكانت روسيا قد اعطت اشارات بجدية حماية أمنها القومي ومصالحها في المحيط العالمي، من خلال ما أعلنته من مناورات بحرية شاملة بمشاركة اكثر من (140) سفينة حربية ونحو (عشرة آلاف ) عسكري تجريها في (يناير وفبراير) من هذا العام(2022) في المحيط الاطلسي ومنطقة القطب الشمالي والمحيط الهادئ في البحر المتوسط([52])، كما اجرت روسيا مناورات حربية مع كل من الصين وايران([53])، وحركت روسيا (6) سفن انزال حربية من بحر البلطيق باتجاه البحر الاسود، وفي داخل روسيا اطلق الجيش الروسي، مناورات شاركت فيها مقاتلات من طراز (سيخوي 25) في ثلاثة مناطق متفرقة من البلاد، وفي البحر الاسود نجحت سفينة (كاسيموف) المضادة للغواصات في تدمير الاهداف الجوية والبحرية بنيران المدفعية في مناورة بحرية([54])، كذلك قامت روسيا بمناورات سميت بـ"عزيمة الحلفاء" مع بيلاروسيا وعلى اراضي الاخيرة ، وبيلاروسيا هي مؤيدة بشدة لروسيا في صراعها مع اوكرانيا، وعَدت الاخيرة هذه المناورات بمثابة ضغط نفسي عليها([55])، وهناك اخبار عن نقل روسيا قوات وانظمة صواريخ "S400" ارض جو الى بيلاروسيا ايضاً وهي المجاورة لأوكرانيا واعضاء الناتو الاخرين بولندا ولاتفيا وليتوانيا([56])، وكانت هناك من قبل مناورات عسكرية اجرتها الولايات المتحدة الامريكية مع حلف الناتو في البحر الاسود في شهر (نوفبر) من العام الماضي (2021)، والتي اعدها (بوتين) "تحدياً خطيراً" لموسكو([57])، وهي من ازعج المناورات كونها بالقرب من روسيا ومنطقة القرم التي احتلتها عام 2014.

كذلك قام الناتو بإرسال رسائل الى موسكو من خلال القيام بمناورات عسكرية في البحر الابيض المتوسط للمدة من 24/1 لغاية 4/2/2022([58])، كما اعلنت الولايات المتحدة الامريكية في شهر يناير 2022، عن وضع (8500) جندي امريكي في حالة تأهب للانتشار في اوربا تعزيزاً لقواتها ورداً على روسيا لتحشيد قواتها على الحدود مع اوكرانيا([59])، وفي شهر فبراير من العام نفسه اعتزم الرئيس بايدن بإرسال قوات احتياطية (2000) جندي الى بولندا والمانيا، اضافة الى ارسال (1000) جندي الى رومانيا([60]).

هذا وان الولايات المتحدة الامريكية تلوح بفرض عقوبات اقتصادية وحتى شخصية على الرئيس الروسي(بوتين)، أكثر من تلويحها باستخدام القوة العسكرية في حالة غزو روسيا لأوكرانيا([61]).

وبالعودة الى الوراء، نرى ان الرئيس بوتين لا يتردد في استخدام السلاح النووي في حالة العدوان على روسيا، فقد تحدث في مؤتمر عقد في(سوتشي) في جنوب غرب روسيا؛ حيث قال: " ان في عقيدتنا لا يوجد ما يسمى بالضربة الاستباقية، فعقيدتنا هي الرد على ضربة وجهت الينا، وكرر مرة اخرى لمن لا يفهم، من اننا مستعدون لاستخدام السلاح النووي، وسوف نستخدمه فقط بعد ان نتأكد من ان هناك معتدياً وجه ضربة الينا والى روسيا والى اراضينا، ولا سراً من ان لدينا منظومة نقوم بتطويرها دائماً، فالإنذار المبكر بالهجوم الصاروخي، وهذه المنظومة تسجل جميع الانطلاقات الصاروخية الاستراتيجية من كل العالم، من المحيطات ومن الاراضي وتُحدد مسار طيرانها وموقع سقوط رؤوسها، وعندما نتحقق وهذا يحدث خلال ثوان من ان الهجوم يستهدف روسيا، بعد ذلك فقط، نقوم بضربة الرد، وستكون ضربة موجهة الينا، طبعاً ستكون كارثة عالمية، لكنني اكرر، بأنه لن نكون من بدأ بهذه الكارثة، إذ ليس في عقيدتنا ضربة استباقية، أو طبعاً نحن نتوقع ان يستخدم بعضهم سلاحاً ضدنا، ولكن المعتدي يجب ان يعرف من ان الرد لا مفر منه وانه سيتم تدميره، ونحن في هذه الحالة سنكون ضحايا الهجوم، وسنكون شهداء ونذهب الى الجنة، أما هم فسيموتون ولن يجدوا وقتاً للتوبة"([62]).

كما جدد (بوتين) استخدام السلاح النووي في حال ضم الناتو اوكرانيا اليه، والحاق كارثة بكل البشر في حال تحقق ذلك وتورط امريكا واروبا بالنزاع، كما ان (بوتين)اعترف بالقدرات العسكرية لحلف الناتو مجتمعة وهي تزيد على القدرات العسكرية لروسيا، لكنه قال: "ان روسيا قوة نووية تتجاوز الباقين ولن يكون لديكم من الوقت للرد علينا"([63]).

وهذه الاشارات الروسية لم تثنِ الولايات المتحدة الامريكية من التهديد باستخدام العقوبات الاقتصادية؛ حيث هددت نائبة الرئيس الامريكي (كامالا هاريس) في كلمتها بتاريخ: 19/2/2022، أمام مؤتمر الأمن في (ميونخ) بتعزيز قوات (الناتو) في اوربا الشرقية اذا غزت روسيا اوكرونيا، متوعدة موسكو بعقوبات اقتصادية "قاسية وقوية"([64]).

وحدث تطور دراماتيكي صعد من حدة الازمة وذلك بعد القاء الرئيس الروسي (بوتين) خطاباً بتاريخ 21/2/2022، اعترف فيه باستقلال جمهوريتي "دونيتسك و لوغانسك" الانفصاليتين عن اوكرانيا، مما نسف جميع الجهود الدبلوماسية السابقة لحل الازمة([65])، وكان رد فعل الولايات المتحدة الامريكية هو ما جاء من اعلان الرئيس الامريكي (جو بايدن) عن فرض عقوبات على روسيا، واصفاً خطوة الاعتراف هذه بأنها " بداية غزو روسي لأوكرانيا"([66])، كما اقر الاتحاد الاوربي "بإجماع" دوله الاعضاء حزمة عقوبات على روسيا، ستهدف خصوصاً النواب الروس، وشدد مسؤول السياسة الخارجية (جوزيب بوريل)على ان العقوبات "ستكون موجعة لروسيا"، واقترحت بروكسل منع السلطات الروسية من دخول الاسواق والخدمات الاوربية([67])، أما حلف الناتو وبعد اجتماع طارئ لبحث العلاقات بين الحلف واوكرانيا أنه يتوقع "هجوماً كبيراً على اوكرانيا"([68])، وفي اليوم الثاني للاعتراف عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً؛ حيث كان هناك تنديداً وخيبة أمل للدول الغربية لهذا الاعتراف([69]). أما الصين فهي تدعم روسيا "بحذر" وتدعو الى "ضبط النفس" في اجتماع مجلس الأمن السالف الذكر([70]).

خامساً: كبار اوربا والازمة

ان اوربا في قلب الحدث للازمة الروسية – الاوكرانية، كونها الاساس اوربية – اوربية وتصب تداعياتها عليها بالدرجة الاولى، فهي المتضرر الاكبر فيها، لذلك تحاول كبار دول اوربا نزع فتيل الازمة وتفويت الفرصة لحرب مدمرة، وعلى الرغم من التظاهر بموقف علني موحد ومتضامن من الازمة سواء من قبل الناتو أو الاتحاد الاوربي المؤيد لأوكرانيا والمعارض لروسيا، إلا ان موقف الدول الاوربية يتفاوت من دولة الى اخرى، بل موقف الدول الاوربية من موضوع انضمام اوكرونيا لحلف الناتو مختلف عليه ما بين الدول الاوربية، وهذا ما عبر عنه الرئيس الاوكراني (فلادمير زيلينسكي) من انتقاد للناتو في كلمته امام مؤتمر الأمن في ميونخ 19/2/2022، حول غموض الناتو من انضمام بلاده اليه، قائلاً: "ألا تستحق اوكرانيا الحصول على اجوبه مباشرة وصريحة؟ هذا الامر يخص كذلك الناتو، يقال لنا ان الابواب مفتوحة لكن عملياً لا يزال الدخول للأطراف الخارجية ممنوعاً، اذا لا يرغب بعض اعضاء الحلف في رؤيتنا ضمنه أو اذا كان جميع اعضاء الحلف لا يريدون رؤيتنا فيه، فقولوا ذلك لنا بصراحة" وتابع "الابواب المفتوحة أمر جيد لكننا نحتاج الى اجوبة مفتوحة وليس الى القضايا المعلقة على طول سنوات"([71]).

وموقف بعض دول الناتو الرافض أو المتردد من انضمام اوكرانيا يعود الى ادراك صناع القرار في هذه الدول من رد الفعل الروسي الرافض لموضوع انضمام اوكرانيا الى الناتو وهذا ما حصل واثبتته الاحداث، والتي عبرت عن صحة وصواب موقف الدول الاوربية الرافضة لهذا الانضمام.

وفيما يلي باختصار شديد مواقف الدول الاوربية بدءاً من كبارها حول الازمة([72]):

تمثل السياسة البريطانية السياسة الانجلوساكسونية وهي امتداد ونسخة طبق الاصل من السياسة الامريكية في اغلب القضايا المهمة والتاريخ خير شاهد على ذلك.

لقد تبنت بريطانيا منذ بداية التصعيد بشأن الازمة الروسية – الاوكرانية نهجاً صارماً بحق روسيا وشرعت بأرسال طائرات محملة بأسلحة فتاكة ومعدات عسكرية الى (كييف)، بالإضافة الى مستشارين عسكريين من المملكة المتحدة يعملون على تدريب عناصر الجيش الاوكراني، وتحاول حكومة رئيس الوزراء (بوريس جونسن) اقناع الحلفاء الاوربيين بتشديد سياستهم ايضاً ازاء روسيا، وطرحت خطة لمضاعفة تعداد القوات البريطانية في اوربا الشرقية. كما بدأت بريطانيا، مع الولايات المتحدة الامريكية وكندا، بسحب طاقمها الدبلوماسي من (كييف)، ومن المتوقع ان تشدد عقوباتها ضد مؤسسات سياسية ومالية في روسيا.

خلافاً لبريطانيا تتبع حكومة باريس نهجاً يقضي بضرورة التركيز على الاساليب الدبلوماسية حصراً وعلى خفض التوترات المتصاعدة حول اوكرانيا وفي اوربا عموماً؛ حيث دعا الرئيس (إيمانويل ماكرون) الى وضع "نظام جديد لأمن أوربا" بالتنسيق مع حلف الناتو وروسيا. واعرب ماكرون عن عزمه للاستفادة من كافة الفرص الدبلوماسية المتاحة لخفض التصعيد حول اوكرانيا والحفاظ على أمن اوربا، مُبدياً قناعته بأن جهود خفض التهديد ينبغي ان تشمل توجيه تحذيرات حازمة الى روسيا وتوسيع الحوار معها على حد سواء(*).

اتخذت الحكومة الالمانية موقفاً حذراً وترفض أمداد حكومة اوكرانيا بأسلحة فتاكة، على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل (كييف) بالضغط من قبل دول اخرى مثل بريطانيا، كما تصر المانيا وفق تقارير اعلامية على ضرورة ان تصدر الولايات المتحدة الامريكية اعفاءات الى شركات الطاقة الغربية من عقوبات قد تفرضها على مصارف روسية لمنعها من التعاملات بالدولار. في الوقت نفسه، رفض المستشار الالماني الجديد (أولاف شولتس) طلب روسيا بضمان وقف تمدد حلف الناتو شرقاً، بينما حددت وزيرة الخارجية (آنالينا بيربوك) بأن برلين قد تفرض عقوبات على خط أنابيب السيل الشمالي، (نورد ستريم 2) في حال غزو اوكرانيا من قبل روسيا(*).

هذا وقد أعلن فعلاً المستشار الالماني (أولاف شولتس) أنه قرر تعليق التصديق على تشغيل خط أنابيب الغاز (نورد ستريم2) الذي يربط بلاده بروسيا([73])، كما اعلنت وزيرة الدفاع الالمانية (كريستين لامبرخت)، من ان برلين مستعدة لنشر مزيد من القوات في ليتوانيا، في حين قالت وزيرة الخارجية الالمانية (آنالينا بيربوك)، ان روسيا "نكثت بوعودها" للمجتمع الدولي([74]).

وهذا الموقف الاماني جاء رداَ على اعتراف بوتين بالمنطقتين الانفصاليتين "دونيتسك و لوغانسك".

أعلنت إستونيا وليتوانيا ولاتفيا عن وقوفها بحزم إلى جانب أوكرانيا في التصعيد الحالي، وأبدت استعدادها لتقديم دعم عسكري وغير عسكري فورا إلى كييف في حال "الغزو الروسي".

وخصوصا أعربت دول البلطيق عن نيتها إمداد الحكومة الأوكرانية بأسلحة فتاكة منها صواريخ "ستينغر" المضادة للجو وصواريخ "جافلين" المضادة للدروع.

أكدت الحكومة البولندية أنها تلقت طلبا لتقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا وقد تلبيه في القريب العاجل، لكن دون نشر عسكرييها في أراضي هذا البلد.

ولم تكشف وارسو أي تفاصيل عن خططها في مجال تسليح كييف، مؤكدة أنها وضعت خطة لإجلاء دبلوماسييها من أوكرانيا وتستعد لاستضافة ما يصل إلى مليون لاجئ أوكراني في أراضيها في حال "التدخل الروسي".

في كرواتيا تسبب التصعيد الحالي حول أوكرانيا في اندلاع أزمة بين الرئيس (زوران ميلانوفيتش) ورئيس الوزراء (أندريه بلينكوفيتش). وأعلن (ميلانوفيتش) أن "كرواتيا، في حال اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا، ستسحب عسكرييها من قوات الناتو"، مشددا على أن أوكرانيا من أكثر الدول فسادا في العالم ولا يجوز انضمامها إلى الناتو.

بدوره، ندد (بلينكوفيتش) بتصريحات ميلانوفيتش هذه، مشددا على أنها "شنيعة" ولا تعكس موقف بلاده.

في المقابل، وصف رئيس الدولة رئيس الوزراء بأنه "عميل أوكرانيا"، ودعا (كييف) إلى استئناف التفاوض مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتيا في شمال شرقي أوكرانيا وعدم خوض مواجهة عسكرية ضد روسيا.

أعلنت هنغاريا أن خياراتها لدعم كييف في التصعيد الحالي ستظل "محدودة جدا"، ما لم تغير كييف سياساتها القمعية بحق الأقليات القومية في أراضيها.

وفي الوقت نفسه، أعرب وزير الخارجية الهنغاري (بيتر سيارتو) عن اهتمام بلده بالحفاظ على "علاقات براغماتية مبنية على الاحترام المتبادل" مع روسيا، مشددا على الحوار مع موسكو لا بديل عنه.

وأكدت هنغاريا أنها تلقت طلبا من واشنطن لنشر قوات إضافية لحلف الناتو في أراضيا، مشددة على أنه "لا داعي" لنشر هذه القوات هناك.

حذر الرئيس البيلاروسي (ألكسندر لوكاشينكو) من محاولات جر أوكرانيا إلى نزاع عسكري جديد، متعهدا بإعادة هذا البلد إلى "الحضن السلافي". وشدد (لوكاشينكو) على أنه لا يعتزم إرسال قوات إلى أوكرانيا في حال اندلاع الحرب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بيلاروسيا ستقف إلى جانب روسيا إذا تعرض هذا البلد لاعتداء.

عرضت تركيا جهود الوساطة لتخفيف التوترات العسكرية المتصاعدة حول أوكرانيا، واقترحت عقد اجتماع لمجموعة (مينسك) (*) الخاصة بشأن التسوية الأوكرانية في اسطنبول بمشاركة ممثلين عن روسيا والحكومة الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ومن الجدير بالذكر هنا، انه بعد الوساطات والجهود الدبلوماسية الاوربية، قامت روسيا بسحب جزءأً من قواتها على الحدود مع اوكرانيا في منتصف شهر فبراير 2022([75])، في حين شككت الولايات المتحدة الامريكية بهذا الانسحاب، واتهمت روسيا بإرسال الالاف من الجنود الاضافيين في هذه المدة، وحذرت الولايات المتحدة من ان روسيا قد تختلق ذريعة لتبرير الهجوم على اوكرانيا في أي لحظة([76]).

وكان الامين العام لحلف الناتو (ينس ستولتنبرنغ) قد أكد انه لا يوجد ما يشير الى ان القوات الروسية تراجعت عن مواقعها بالقرب من حدود اوكرانيا([77]).

سادساً: المشاهد المستقبلية للازمة الروسية – الأوكرانية والغربية، وهي كاللاتي:

سابعاً: الخاتمة

لقد تم وباختصار تسليط الضوء في هذه الدراسة المتواضعة على الازمات العالمية في النظام السياسي الدولي ودور الولايات المتحدة الامريكية في هذه الازمات، وسوء ادارتها لهذا النظام، وفشلها في ان تكون حامية لهُ، كونها أعدت نفسها الشرطي الكفيل بهذه الحماية، كما أعدت منافسيها كالصين وروسا خصوم لها، فبدلاً من تتبع سياسة الشراكة والمشاركة، ذهبت لفرض ارادتها على الجميع، وانها الشرطي المسؤول عن تحقيق هذه العدالة الامريكية، التي يرى فيها الاخرون من انها ابتزاز لهم وما حققه "الكابوي" الامريكي في قرون مضت في الداخل الأمريكي، تريد الولايات المتحدة الامريكية تحقيقه في خارجها. لذلك برزت أزمات حادة وخطيرة كون اطرافها تمتلك الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل، ولقد اتضح من خلال الازمة الروسية – الاوكرانية، من ان روسيا ليست بالخصم الضعيف أو الهين لكي تملي عليها الولايات المتحدة الامريكية ارادتها، لذلك نرى ان لغة الوعيد والتهديد قد غلب على هذه الازمة رغم بعض العبارات الدبلوماسية المتواضعة من كلا الطرفين، وان هناك احتمال مهما كانت نسبته من اندلاع حرب عالمية (كونية)، هي الاخطر في تاريخ البشرية فيما لو استخدمت فيها الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل.

ان الولايات المتحدة الامريكية مطلوب منها ان تعيد النظر في سياساتها في النظام السياسي الدولي، وان تعيد النظر في انحيازها لهذا الطرف على حساب الاخر، كما يحصل في سياستها في الشرق الاوسط؛ حيث الانحياز الكامل لإسرائيل على حساب الحقوق العربية، وان تؤسس لديمقراطية العلاقات الدولية وان لا تنفرد في القرار السياسي الدولي.

ونرى ان الازمة الروسية – الاوكرانية ستفرض نفسها بإعادة النظر في الأمن العالمي وضرورة تراتيبيته المستقبلية.

 

([1]) "أزمة الصواريخ الكوبية: حكاية 13 يوما كان العالم خلالها على شفا حرب نووية"، 12 تشرين الأول/2020

 https://www.bbc.com (زيارة الموقع بتاريخ: 3/1/2022)

([2]) فلاح عبد الله، "امريكا شجعت الافغان العرب أمريكا شجعت «الأفغان العرب» 23/12/2017،

https://alqabas.com" (تاريخ زيارة الموقع: 1/1/2022)

([3]) "صبغة الله صابر، "ننغرهار ...أفغانستان مواطن المجاهدين العرب عاصمة لـ(داعش)"، 22/12/2021،

https://www.alarabiya.net (زيارة الموقع بتاريخ: 1/1/2022)

([4]) بهاء العوام،"أوكرانيا.. الوعد "المشؤوم"، 20/12/2020،

https://al- ain.com (زيارة الموقع بتاريخ:2/1/2022)

([5]) "جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية"، الموسوعة الحرة، على الرابط:

 https://ar.wikipedia.org/wiki/(زيارة الموقع: بتاريخ:10/1/2022)

([6]) بهاء العوام، المصدر السابق.

([7]) صفوان جولاق، "أوكرانيا والغرب.. ود متبادل وعلاقات متأنية"، 24/12/2021،الابط:

https://www.aljazeera.net (زيارة الموقع بتاريخ: 24/12/2021).

([8]) المصدر السابق.

([9])المصدر السابق .

(*) في سنة 2014، طُرد الرئيس الاوكراني الصديق للكرملين (فكتور يانوكوفيتش) من السلطة بسبب المظاهرات الجماهيرية التي اندلعت ضده عندما قرر التخلي عن اتفاق مع الاتحاد الاوربي لصالح توثيق مع موسكو. في المقابل سعت روسيا بضم شبه جزيرة القرم، ودعم المتمردين في المنطقة الصناعية بشرق اوكرانيا (دونباس)، واودى الصراع الذي دخل عامه الثامن الان، بحياة أكثر من (14) ألف شخص، وفشلت الجهود المبذولة للتوصل الى تسوية سياسية وتنفي موسكو اي تورط لها قائلة: ان الروس المتورطين في القتال متطوعون ينضمون للانفصالين. للمزيد أنظر: محمد حسن عامر، "أزمة أوكرانيا وجذور الصراع بين روسيا و«الناتو»: شبح حرب عالمية مقبلة"، بتاريخ: 15 ديسمبر 2021، https://www.elwatannews.com(زيارة الموقع بتاريخ: 10/1/2022).

([10])صفوان جولاق، "أوكرانيا والغرب.. ود متبادل وعلاقات متأنية"، مصدر سبق ذكره.

(*) القرم، شبه جزيرة تقع في جنوب اوكرانيا، وكانت جزء من هذا البلد تحكم بحكم ذاتي لمئات السنين، وظلت روسيا مهتمة بالقرم، ممرها الى البحر الاسود، ومع ان روسيا رغبت بضم القرم اليها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، إلا انها بقيت اوكرانية، ويوجد ثلاثة اثنيات في جزيرة القرم: اوكرانيين في الشمال، وروس في الجنوب وتتار في الوسط، كما ان هناك قاعدة للبحرية الروسية في القرم ومن هناك يمكن لهذه القوات البحرية ان تصل الى البحر الابيض المتوسط. للمزيد أنظر: " ما اسباب الازمة في اوكرانيا؟ اسئلة واجوبة"، 5/3/2014،

 https://www.alhurra.com (زيارة الموقع بتاريخ: 3/1/2022).

([11]) صفوان جولاق، "أوكرانيا والغرب.. ود متبادل وعلاقات متأنية"، مصدر سبق ذكره.

([12]) "روسيا: أوكرانيا حشدت 125 ألف جندي من قواتها في منطقة الصراع في دونباس"، الأربعاء، 01 ديسمبر/2021،

https://m.akhbarelyom.com (زيارة الموقع بتاريخ: 20/1/2022).

([13])المصدر السابق.

([14]) المصدر السابق.

([15]) صفوان جولاق، " الأزمة الأوكرانية الروسية.. من أين تأتي شرارة حرب محتملة؟"، 30/11/2021

https://www.aljazeera.net (زيارة الموقع بتاريخ: 24/12/2021).

([16])المصدر السابق.

([17]) "كازاخستان : آلاف المعتقلين وبوتين يقول إن روسيا "لن تسمح بثورات" في البلدان المجاورة"، 10 يناير/ كانون الثاني 2022‘https://www.bbc.com(زيارة الموقع بتاريخ: 11/1/2022).

([18]) المصدر السابق.

(*) تتصدر روسيا الدول الاعضاء فيما يعرف بالنادي النووي، بأعلى عدد من الرؤوس النووية (6آلاف و255)ورثتها عن الاتحاد السوفيتي، ثم تأتي الولايات المتحدة الامريكية (5آلاف و250) رأسا نووياً، فالصين(350) رأسا نووياً ثم فرنسا(240)رأساً نووياً فبريطانيا(225) رأساً نووياً، ومن ثم باكستان (165) رأساً نووياً وبعدها الهند(156) رأساً نووياً، وهناك معلومات عن ان اسرائيل لديها(50) راساً نووياً وكوريا الشمالية(40-50) رأساً نووياً.

([19])"في ظل تصاعد التوتر بين الغرب وموسكو.. القوى العالمية الكبرى تتعهد بتجنيب البشرية صراعا نوويا"، 3/1/2022، https://www.aljazeera.net (زيارة الموقع بتاريخ: 14/1/2022).

([20])المصدر السابق.

([21]) المصدر السابق.

([22]) "سيرغي ريابكوف: موسكو قد "تصعد" إذا تجاهل الغرب مطالبها، 18 ديسمبر 2021،

ttps://www.skynewsarabia.com (زيارة الموقع بتاريخ: 14/1/2022).

([23]) المصدر السابق.

([24])المصدر السابق.

([25])المصدر السابق.

([26]) "وزير الخارجية الأمريكي: بوتين يريد إعادة إحياء الاتحاد السوفييتي" 9/1/2022،

https://arabic.rt.com (زيارة الموقع بتاريخ:9/1/2022)

([27])"الناتو يحذر روسيا من ارتكاب خطأ مكلف في أوكرانيا"، ديسمبر 2021،

https://www.skynewsarabia.com (زيارة الموقع بتاريخ: 1/1/2022).

([28]) "بوتين محذرا: موسكو لديها خط أحمر بشأن أوكرانيا والناتو، 30 نوفمبر 2021، على الربط:

https://www.skynewsarabia.com (زيارة الموقع بتاريخ: 1/1/2022).

([29]) المصدر السابق.

([30]) "بوتين يلوّح بتدابير عسكرية ردا على تهديد بلاده على خلفية النزاع حول أوكرانيا"، 21/12/2021،

https://www.france24.com/ (زيارة الموقع تاريخ: 9/1/2022).

([31]) "لافروف مفاوضات مع امريكا والاطلسي الشهر المقبل "، 22/12/2021،

https: alwafd. news(زيارة الموقع بتاريخ: 15/1/2022).

([32])المصدر السابق.

([33]) "واشنطن: ليس من مصلحة روسيا الدخول في حرب"، مقال منشور بتاريخ: 17 ديسمبر

2021،https://www.skynewsarabia.com (زيارة الموقع بتاريخ: 15/1/2022).

([34]) "لافروف مفاوضات مع امريكا والاطلسي الشهر المقبل " المصدر السابق.

([35]) "البيت الأبيض: مستعدون لمناقشة مسائل أمنية مع روسيا"، 17 ديسمبر 2021،

https://www.skynewsarabia.com (زيارة الموقع بتاريخ: 15/1/2022).

([36])المصدر السابق.

([37]) المصدر السابق.

([38])" أميركا تطرق أبواب روسيا.. وترسل تحذيرا بشأن الأمن الأوروبي"، 18 ديسمبر 2021،

https://www.skynewsarabia.com (زيارة الموقع بتاريخ: 15/1/2022).

([39])"بعد المحادثات الأمريكية - الروسية.. ما القادم لأوكرانيا؟"، 12/1/2022، https://www.dw.com (زيارة الموقع بتاريخ: 15/1/2022).

([40])المصدر السابق.

([41]) المصدر السابق.

([42]) المصدر السابق.

([43]) المصدر السابق.

([44])المصدر السابق .

([45])"اختتام جولة المباحثات بين روسيا والناتو دون نتائج" ، 12/1/2022، https://www.dw.com (زيارة الموقع بتاريخ: 1/12/2022)

([46] )"روسيا تطالب بضمانات أمنية مكتوبة بعد أسبوع من المباحثات مع الغرب"، 15/1/2022

https://gate.ahram.org.eg (زيارة الموقع بتاريخ:16/1/2022)

([47])"ثلاث غواصات نووية روسية تنذر باندلاع حرب عالمية ثالثة"، 10/7/2021،

https://aletejahtv.iq/news/worldwide (زيارة الموقع بتاريخ: 26/1/2022).

([48]) "اليوم.. جلسة ساخنة لمجلس الأمن وسط تلويح بعقوبات جديدة على روسيا"، 13/1/2022،

 https://www.alhurra.com (زيارة الموقع بتاريخ: 22/2/2022).

([49]) "أزمة أوكرانيا.. واشنطن تؤكد تقديم ردود كتابية إلى روسيا"، 26/1/2022،

https://www.skynewsarabia.com(زيارة الموقع بتاريخ: 20/2/2022)

([50]) "أزمة أوكرانيا بمجلس الأمن اليوم.. عقوبات غربية مرتقبة على موسكو والناتو يعلن موقفه من نشر قوات لمواجهة

روسيا"، 31/1/2022، https://www.aljazeera.net (زيارة الموقع بتاريخ: 20/2/2022)

(*) في دراستا هذه تجاوزنا منتصف فبراير ولم يحصل هذا الهجوم حسب تقديرات الولايات المتحدة الامريكية.

([51]) "أزمة أوكرانيا.. واشنطن تؤكد تقديم ردود كتابية إلى روسيا"، مصدر سبق ذكره.

([52]) المصدر السابق.

([53])  المصدر السابق.

([54]) المصدر السابق.

([55]) "روسيا وأوكرانيا.. مناورات عسكرية متبادلة تصطدم بحراك دبلوماسي"، 10/2/2022، https://al-ain.com(زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022).

([56]) "أزمة أوكرانيا.. أسئلة وإجابات عن التاريخ والمستقبل"، 31/2/2022، https://www.alhurra.com (زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022)

([57]) "بوتين: مناورات أميركا والناتو في البحر الأسود تحدٍ خطير"، 1/12/2021، https://www.alarabiya.net (زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022).

([58]) "أزمة أوكرانيا.. الناتو يطلق مناورات في المتوسط وبريطانيا تبدأ سحب دبلوماسيين من كييف"، 24/1/2022،

https://www.aljazeera.net (زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022)

([59]) "البنتاغون: 8500 جندي أميركي جاهزون للانتشار في أوروبا"، 25/1/2022، https://www.alarabiya.net الموقع بتاريخ: 21/2/2022).

([60]) "روسيا وأوكرانيا: الولايات المتحدة ترسل قوات إضافية إلى أوروبا وسط مخاوف من غزو روسي وشيك"،

20/2/2022، https://www.bbc.com (زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022).

([61]) "التلويح بالتهديد الاقتصادي.. هل يؤخر زحف روسيا تجاه أوكرانيا؟"، 8/2/2022،

https://www.annaharkw.com (زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022).

([62]) "بوتين : الروس سيكونون شهداء “مكانهم الجنة” في حال اندلاع حرب نووية"، 18/1/2018،

https://www.azzaman.com (زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022).

([63]) "ترسانة روسيا النووية "شيطان" و"يوم قيامة" و"يد ميتة"..بوتين أعلنها: سندمركم بالنووي ولن تردوا!"،

https://www.youtube.com (زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022).

([64]) "مؤتمر ميونيخ للأمن: هاريس تهدد روسيا بـ"عقوبات ثقيلة" إذا أصرت على غزو أوكرانيا وزيلينسكي يؤكد رغبته في

السلم"، 19/2/2022، https://www.france24.com(زيارة الموقع بتاريخ: 21/2/2022).

([65]) " اعتراف بوتين بالأقاليم الانفصالية.. الأزمة إلى أين؟"، 22/2/2022، https://www.aljazeera.net(زيارة الموقع بتاريخ: 23/2/2022).

([66]) " تفاصيل الشخصيات الروسية والهيئات التي أعلن بايدن عن معاقبتها بعد اعتراف بوتين بمنطقتين انفصاليتين"،

23/2/2022، https://arabic.cnn.com (زيارة الموقع بتاريخ: 23/2/2022).

([67]) " أبرز ردود الفعل على اعتراف بوتين باستقلال المنطقتين الانفصاليتين شرقيّ أوكرانيا"، 23/3/2022،

https://www.alaraby.co.uk (زيارة الموقع بتاريخ: 23/3/2022).

([68]) المصدر السابق.

([69]) " الأزمة الأوكرانية..تنديد وخيبة في مجلس الأمن الدولي"، 22/2/2022، https://www.dw.com (زيارة الموقع بتاريخ: 23/2/2022).

([70]) "الأزمة الأوكرانية.. الصين تدعم روسيا "بحذر" والعلاقات في "نقطة شائكة"، 22/2/2022،

https://www.alhurra.com (زيارة الموقع بتاريخ: 23/2/2022).

([71])الرئيس الأوكراني يهاجم الأمم المتحدة ويطالب الناتو بتقديم "أجوبة صريحة"، 19/2/2022،

https://arabic.rt.com (زيارة الموقع بتاريخ: 22/2/2022)

([72]) "من بريطانيا إلى تركيا.. مواقف دول أوروبا من التصعيد العسكري على حدود روسيا"، 30/1/2022،

https://arabic.rt.com(زيارة الموقع بتاريخ: 22/2/2022).

(*) قامت فرنسيا بالعديد من الوساطات بين اطراف الازمة وجمعتهم في اجتماعات في باريس، ولكن أهم هذه الوساطات هو زيارة الرئيس ماكرون لموسكو ولقاءه بالرئيس (بوتين) في اوائل فبراير من العام الحالي، كذلك بعدها قام بزيارة (كييف) ولقائه الرئيس الاوكراني (فلاديمير زيلينسكي) لبحث انهاء التوتر بين بلاده وروسيا، وكان الرئيس الفرنسي قد قدم مقترحات لحل الازمة الراهنة بين روسيا واوكرانيا، من بينها عدم اتخاذ مبادرات عسكرية جديدة من الطرفين، واطلاق مفاوضات سلام وحوار استراتيجي. انظر: "ماكرون بكييف في إطار جهود فرنسية لإخماد التوتر ونزع فتيل الأزمة الأوكرانية"، 8/2/2022، https://www.france24.com (زيارة الموقع بتاريخ: 22/2/2022).

(*) ان المانيا من أكثر الدول تأثراً بالأزمة الروسية – الاوكرانية، وذلك لاعتمادها على الغاز الروسي؛ حيث تُعد المانيا المستورد الرئيس للغاز الروسي في اوربا، وكانت المانيا قد استوردت من الغاز الروسي عام 2020ما نسبته (55,2%)، وقد ساهمت المانيا في انجاز خطي انابيب (نورد ستريم 1) و(نورد ستريم 2)، المشروع الذي تجنب الطريق البري عبر بيلاروسيا أو اوكرانيا؛ حيث سلك بحر البلطيق، بربط روسيا مباشرة بالمانيا، الامر الذي اغضب عدداً من دول شرق اوربا وحتى الولايات المتحدة الامريكية، مما اثار عدداً من الاشكالات الاقتصادية والجيوسياسية. ورغم تحفظات حلفاء المانيا حول المشروع منذ البداية فأنهم لم ينجحوا تماماً في منع انجاز المشروع. غير ان الاستعدادات الروسية المفترضة لغزو اوكرانيا جعلت من ذلك الموضوع استقطاب سياسي حاد. كما ان المانيا هي ثاني أكبر شريك تجاري لروسيا بعد الصين، لذلك فإنها ستعاني من أي عقوبات اقتصادية غربية ضد موسكو، خاصة بعد ان ابلغ الرئيس الامريكي (بايدن) للمستشار الالماني (شولتس) في السابع من فبراير من هذا العام من ان أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون توقيعاً على نهاية خط الانابيب (نوردستريم2). انظر: " أزمة أوكرانيا ـ الغاز الروسي يضع ألمانيا في عين الإعصار12/2/2022، https://www.dw.com (زيارة الموقع بتاريخ: 22/2/2022).

([73]) "أبرز ردود الفعل على اعتراف بوتين باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا"، مصدر سبق ذكره.

([74]) " الدفاع الألمانية: برلين مستعدة لإرسال 350 جنديا إضافيا إلى ليتوانيا"، 7/2/2022، https://arabic.rt.com(زيارة الموقع بتاريخ 23/2/2022).

(*) تم التوقيع على اتفاقات مينسك في فبراير 2015، في مسعى لوضع حد للنزاع الذي اندلع في منطقة " دونباس "جنوب شرقي اوكرانيا. وتم تنسيق الوثيقة التي تحمل اسم" مجموعة الاجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك" في قمة عقدها في العاصمة البيلاروسية في 11-12 فبراير 2015، زعماء دول " رباعية النورماندي" (روسيا واكرونيا وفرنسا والمانيا)، ووقعت عليها ايضاً مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية النزاع في شرق اوكرانيا (وهي تضم ممثلين عن حكومة اوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في اوربا وجمهوريتي دونيتسك و لوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا في جنوب شرق اوكرانيا). وفي 17 فبراير 2015، تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً بدعم هذا الاتفاق. انظر:

"بنود اتفاقيات مينسك"، 14/2/2022، https://arabic.rt.com(زيارة الموقع بتاريخ: 23/2/2022).

([75]) "روسيا تعلن سحب جزء من قواتها على الحدود الأوكرانية وصور الأقمار الصناعية تكشف عمليات نشر جديدة

لطائرات هجومية"، 15/2/2022، https://www.france24.com(زيارة الموقع بتاريخ: 23/2/2022).

([76]) "روسيا وأوكرانيا: مسؤول أمريكي يقول إن موسكو نشرت قوات إضافية على الحدود بين البلدين"، 17/2/2022،

https://www.bbc.com(زيارة الموقع بتاريخ: 23/2/2022).

([77]) المصدر السابق.

([78]) بهاء العوام،"أوكرانيا.. الوعد "المشؤوم"، مصدر سبق ذكره.



Published in: Sprin Journal of Arabic-English Studies
ISSN: 2583-2859 (online)
Unique link: https://ae.sprinpub.com/sjaes/article/view/sjaes-1-3-1-92-114