Rhetoric of overstatement in the Arabic Language

بلاغة الإطناب في اللغة العربية

Dr. Idris Abubakar Argungu

الدكتور إدريس أبوبكر أرغنغو

Department of Arabic Language, Faculty of Arts and Islamic Studies, Usmanu Danfodiyo University, Sokoto, Nigeria

قسم اللغة العربية بجامعة عثمان بن فودي صكتو نيجريا

DOI: 10.55559/sjaes.v1i04.25 | Received: 19.10.2022 | Accepted: 10.11.2022 | Published: 14.11.2022

ABSTRACT

The purpose of this article is to take a simple look at the concept of circumstance as one of the most important methods of Arabic rhetoric. A delegation that knew the article and its concept among the ancients and moderns of the rhetoric, then it touched upon the mention of some of its various types with appropriate models analyzed by rhetorical analyzes that please enlighten the reader interested in the matter. The analytical method is used when conducting the research.

Keywords: Overstatement, Prolongation, Clarification, Ambiguity, General, Specific, Repetition, Exaggeration, Caution, Objection

Electronic reference (Cite this article):

Argungu, D. I. A. (2022). Rhetoric of overstatement in the Arabic Language. Sprin Journal of Arabic-English Studies, 1(04), 51–57. https://doi.org/10.55559/sjaes.v1i04.25

Copyright Notice:

© 2022 The Author(s). This is an open access article published by Sprin Publisher under the Creative Commons’ Attribution 4.0 International (CC BY 4.0) licence. https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/

بسم الله الرحمن الرحيم

: المستخلص

إن الغرض من هذه المقالة إلقاء نظرة بسيطة عن مفهوم الإطناب بوصفه أحد أهم أساليب البلاغة العربية. وقد عرفت المقالة الإطناب ومفهومه عند القدامى والمحدثين من البلاغيين، ثم تطرقت لذكر بعض من أنواعه المتعددة مع ذكر نماذج ملائمة تم تحليلها تحليلا بلاغيا يرجى أن يستضيئ به القارئ المهتم بالشأن، ومن هنا توصلت الدراسة إلى أن للإطناب دور مهم في البلاغة العربية والنقد.

الكلماتالافتتاحية: الإطناب - الإطالة - الإيضاح - الإبهام - العام - الخاص - الترديد - الإيغال - الاحتراس - الاعتراض – التذييل

المقدمة تتنوع أساليب البلاغة علوم المعاني ما بين إيجاز، وإطنابٍ، ومساواة[١] وفيما يأتي دراسة وجيزة خاصة بالإطناب، تتكون من:

 - تعريفه

 - الإطناب بين القدامى والمحدثين

- أنواع الإطناب .

- نماذج على الإطناب من الآيات القرآنية.

- نماذج على الإطناب من الأبيات الشعرية.

تعريفالإطناب معنى الإطناب لغة يقصد به: البلاغة في وصف الشيء، مدحاً كان أم ذماً، ومعنى أطنب في الكلام: بالغ فيه، والإطناب المبالغة في مدح أو ذم، والمُطنب هو الذي يُكثر المدح لكل أحد.[١]

ومعنى الإطناب اصطلاحًا هو أن يكون اللفظ زائداً على أصل المراد لفائدة، فالفائدة شرط للإطناب، وإذا انتفت الفائدة عُدّ ذلك تطويلاً، وبلفظٍ آخر: هو تأدية المراد من الكلام بأبلغ وأقوى عبارة من الكلام المتعارف.[٢] والمراد من ذلك أنّ الإطناب هو إيصال المعنى الواحد بألفاظ وعبارات وجمل متعددة؛ ومثال على ذلك: قابلت رجلاً كريماً، ومعطاءً، وجواداً، وسخياً،[٢] أي أنّ معنى الكرم عُبّر عنه بألفاظ متعددة مثل العطاء، والجود، والسخاء.

الإطناببينالقدامىوالمحدثين

 تعددت معاني الإطناب بين القدامى والمحدثين، ولكنّ معناه لم يختلف كثيراً، فالإطناب قديماً يُعدّ من أقدم الفنون البلاغية التي تناولها القدماء، وفرقوا بينه وبين الإسهاب والتطويل، وهناك مَن ضمّه إلى علم المعاني، ومنهم مَن ضمّه إلى……….

فالجاحظ يرى بأنّ الإطناب والإطالة مترادفان علم البيان.[١] ويأتي تعريف الإطناب على لسان بعض القدماء كما يأتي:[٣] هو كل ما جاوز مقدار الحاجة من الكلام ولم يقف عند المراد منه، وله أسباب منها مخاطبة الأغبياء والعوام.

 وقد أشار أبو هلال العسكري إلى أنّ الإطالة مقابلة للإطناب فقال: الإطناب بلاغة، والتطويل عيّ فليس له فائدة، والإطناب بيان والبيان لا يكون إلا بإشباع وزيادة.

وأما ابن الأثير فقد عرَّف الإطناب على أنّه زيادة اللفظ على المعنى للفائدة.

 وعرف القزويني الإطناب بأنّه تأدية المعنى المراد بلفظ زائد عليه، ابتغاء تحقيق الفائدة منه.

والسكاكي وضَّح معنى الإطناب بأنّه أداء المقصود بأكثر من عبارة.

ويُشار إلى أنّ المحدثين اهتموا في مبحث الإطناب وتناولوه من جميع زواياه، وقد ساروا على نهج القدامى واعتمدوا على أصولهم ومباحثهم في هذا الفن مع وجود بعض الفروقات،[٣] وقد عرّف المحدثون الإطناب بأنّه أداء المعنى بلفظ زائد عن أصل المراد، وهو قسمان: بلاغي، وغير بلاغي، والمقصود أنّ الإطناب زيادة في اللفظ على المعنى لفائدة ما.[٤]

 منأنواعالإطنابفياللغةالعربية

للإطناب صور متعددة منها ما يأتي:

الإيضاحبعدالإبهام

يكون الإيضاح بعد الإبهام بذكر الصورة المُبهمة أي غير الواضحة بدايةً إلى أن يأتي تفسير الأمر المبهم السابق، ويترك استخدام هذا النوع من الإطناب بصمة في الذاكرة، فيصعب نسيان ما ذكر فيه،[٥]

فالإيضاح يأتي لتفسير أمر غامض يحتاج إلى توضيح وبيان شامل له. ومن الأمثلة عليه: تناول الطعام بكثرة يسبّب للإنسان الكثير من الضيق والأمراض منها: سوء الهضم، جاء ذكر سوء الهضم هنا لتوضيح ما هو الضيق والمرض الذي قد يصيب الإنسان في تلك الحالة.

ذكرالخاصبعدالعام

هو الاتجاه لذكر الأمر العام ليلحقه الأمر المخصص منه؛ لبيان مدى أهمية الخاص، وزيادة فضله على العام،[٦] ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ.[٧]

 أشارت الآية إلى ذكر الصلوات عامة، وهي الصلوات التي فُرضت على الناس لما لها من أهمية، وخص الله تعالى الصلاة الوسطى (صلاة العصر) لما لها من أهمية فخصها بعد ذكر العام المهم أيضاً.

ذكرالعامبعدالخاص

 هو ذكر لفظ معين يتبعه ما هو أعم و أشمل منه؛ وذلك لإبراز مدى أهمية العام مع المحافظة على الخاص،[٦] وذلك نحو قوله تعالى: رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب،[٨]

 حيث خصّ الله تعالى المغفرة في الآيات الكريمة لسيدنا إبراهيم عليه السلام، ثمّ لوالديه خاصة، ثمّ للمؤمنين عامة.

. التكرار هو ذكر اللفظ مكرراً بين كلمتين أو بين جملتين، وهناك دواعٍ كثيرة للإطناب بالتكرار منها ما يأتي:[٦]

 تأكيدوتقريرالمعنى

مثال: رويدك رويدك إن في العلا يوم ننتمي.

زيادةمنالقدرة

 على استيعاب الأمر مثال ذلك: قرأت الكتاب فصلاً فصلاً، وفهمته درساً درساً.

 الترغيب

 ويعني تكرار اللفظ لقبول المراد من اللفظ، ومثال ذلك: الصبر مفتاح الفرج، الصبر مفتاح الفرج يا شباب العلم

 الترديد

هو تكرار لفظ له علاقة بلفظ مذكور مسبقاً، مثال: اصدق معي ولا تمكر بي! فعدم المكر هو الصدق و الوفاء.

الإيغال

هو ختم البيت بكلمة أو عبارة يتمّ المعنى بدونها، ولكنها تعطيه قافيته، وتضيف إلى المعنى التام معنى زائداً.[٦]

 الاحتراس- التكميل

هو زيادة أو تكميل يأتي في وسط الجملة أو آخرها حتى يمنع عنها الوهم، والإطناب بالاحتراس يكون حينما يأتي المتكلم بمعنى قد يجلب له لومًا فيفطن، ويأتي بما يخلصه منه، ويقال له التكميل، أي يكمل بشيء يدفع الوهم عنه.[٦] ومثال ذلك: آلا كل شيء - ما خلا الله - باطل، فالاحتراس هنا في قوله: ما خلا الله، فكل شيء باطل أي أنه فان وهالك إلا الله سبحانه وتعالى.

 الاعتراض

 هو أن يؤتى بجملة بين شرطتين جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب، حيث يمكن حذفها من العبارة دون أن يختل المعنى؛ لغرض من الأغراض نحو: التنزيه، أو الدعاء، أو التعظيم، أو التنبيه على أمر فيه غرابة، أو تخصيص أحد المذكورين.[٦] فعند قولنا: الصحابي عثمان بن عفان - رضي الله عنه تزوج السيدة أم كلثوم - رضي الله عنها- ، فجملة رضي الله عنه/عنها، تعدّ جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب، وإذا حُذفت لا يختل معنى العبارة. مثال آخر قول الشاعر كعب بن زهير:

كل ابن أنثى - وإن طالت سلامته#

يوماً على آلة حدباء محمول[٩]

الشاهد بأن الجملة الاعتراضية وإن طالت سلامته إذا حُذفت لا يختل معنى الجملة بأنّ كل نفس ذائقة الموت وإن سلمت من الأمراض، ويفيد التنبيه أيضاً.

التذييل

يقصد بالتذييل إلحاق جملة بجملة سابقة لها تحمل نفس معناها للتأكيد، ويكون بمنزلة حكمة في نهاية الجملة أو مثل موجز.[٦] ومثال ذلك: حكم على المتهم بالبراءة بعد ثبوت الأدلة المطروحة من قبل الدفاع، فالعدل أساس الملك، فهذه الجملة بمنزلة حكمة اختُتم بها الكلام.

 نماذجعلىالإطنابفيالآياتالقرآنية

قَالَ تَعَالَى: " هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ".[١٠]

وقَالَ تَعَالَى: " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ ".[١١]

وقَالَ تَعَالَى: " فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ ".[١٢]

وقَالَ تَعَالَى: " لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُوتُوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ ".[١٣]

وقَالَ تَعَالَى: "فَلَمَّا وَضَعْتُهَا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعْتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى".[١٤]

وقَالَ تَعَالَى: "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا".

 نماذجعلىالاطنابمنأبياتشعرية

 فَيَا قَبْرُ مَعْنٍ أَنْتَ أَوَّلُ حُفْرَةٍ# مِنْ الْأَرْضِ خَطَّتْ لِلسَّمَاحَةِ مَوضعًا

 وَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وَارَيْتَ جُودَهُ#

 وَقَدْ كَانَ مِنْهُ الْبُرُّ وَالْبَخَرُ مُتْرَعًا[١٥]

 وَإِنْ صَخْرًاً لَتَأْتَمَّ الْهُدَاةُ بِهِ# كَأَنَّهُ عَلِمَ فِي رَأْسِهِ نَارٌ[١٦]

 وَتَحْتَقِرُ الدُّنْيَا احْتِقَارٌ مُجَرَّبٌ#

 يَرَى كُلَّ مَا فِيهَا -وَحَاشَاكَ- فَانِيًا.[١٧]

الخاتمه

بعد هذا التطواف القصير مع الإطناب أوصلت الدراسة إلى أن الإطناب وسيلة لإنشاء المعاني زائدة على الأصل المراد بالكلام لفوائد بلاغية، ويكون أبلغ وأقوى من المتعارف عادة، وأن المعنى يكون واحداً وتأتي ألفاظ وعبارات وجمل عليه متعددة، ثم فهمنا فى أخر المطاف أن الإطناب انواع وبعد أن فصلناه بنماذج ملائمة تبين لنا أنه ليس مقصورا على تلك الأنواع المذكورة في سطور المقالة بل يتعداها إلى كل زيادة في النظم أفادت معنى يقتضيه المقام ويتطلبه.

 المراجع

 ١- انظر:هند عبد الفتاح إسماعيل ، الإيجاز و الإطناب، صفحة 79.

٢-هند عبد الفتاح، الإيجاز والإطناب، المرجع السابق، صفحة 87. 

٣-عائشة جرار، الإطناب في قصص القرآن الكريم، صفحة 12-14.

 ٤-عائشة جرار، الإطناب في قصص القرءان، صفحة 13.

٥- راجع:" البرهان في علوم القرآن"، نداء الإيمان.

٦-انظر: "علم المعاني"، المكتبة الشاملة الحديثة.

٧- سورة البقرة، آية:238

٨- سورة إبراهيم، آية:41

 ٩- قصيدة" بانت سعاد"، الديوان.

١٠- سورة الصف، آية:10

١١- سورة عمران، آية:104

 ١٢- سورة المائدة، آية:54

١٣- سورة عمران، آية:188

 ١٤-سورة عمران، آية:36 ١٥- ١٥- قصيدة"لندبك أحزان وسابق عبرة"، الديوان.

١٦- اطلع على قصيدة "قذى بعينك أم بالعين عوار"، الديوان.

 ١٧- قصيدة"كفى بك داء أن ترى الموت شافيا"، الديوان.