Assistant Professor, Department of Arabic, Anandaram Dhekial Phookan College, Assam, India
أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها، كلية أنندورام ديكيال بوكون، آسام، الهند
DOI: 10.55559/sjaes.v2i01.32 | Received: 08.03.2023 | Accepted: 01.04.2023 | Published: 16.04.2023
Abstract:
Western civilization as described by many scholars is a civilization accused of exploitation and duplicity. The reality is colonialism, distortion, and forgery. Western thought, which originated in the hands of Pagan Greece and the worship of the Roman God Caesar, then tainted its legacy with the distorted myths of Judaism and the concepts of Christianity. Today, it has become a global thought, and it is trying to impose its influence on all the people in general and on the Islamic nation in particular. Thus, the Islamic nation should have done today a comparative study between the Arab-Islamic civilization and the European civilization and try to know the realities of the two civilizations and determine its position on Western civilization and Western thought, and not be far from the Arab spirit and innate characteristics.
Allah the Almighty blessed the Islamic nation with many jealous Islamic scholars to carry out this responsibility, so they criticized Western civilization and thought, exposed its falsity, and called on people to resist it and protect their souls from assimilating into it. The prominent Islamic scholar, Sheikh Muhammad Wadeh Al-Rashid Al-Hasani Al-Nadawi(1935-2019 AD.) belongs to this group. He analysed Western thought and its materialistic philosophy in a scientific way and proved with evidence that it is a civilization of exploitation and dualism, and human feeling is missing in this civilization. He published articles in this field in Al-Raid newspaper and Al-Baath Al-Islami magazine (both are published in Darul Uloom Nadwatul Ulama, Luknow). The Islamic Scientific Academy in Lucknow collected some of these articles and printed them as a book in 2012 AD. entitled 'To a New World Order'. In this article, humble efforts have been made to study the book and analyse it to understand the facts raised by Sheikh Muhammad Wadeh Al-Rashid Al-Hasani Al-Nadawi in an objective manner.
Keywords:Western civilization, human values, innate qualities, duality, Islamic awakening, exploitation policy
Electronic reference (Cite this article): Hassan, A. M. M. (2023). Western Civilization in View of Sheikh Muhammad Wadeh Al-Rasheed Al-Hasani Al-Nadawi. Sprin Journal of Arabic-English Studies, 2(01), 41–47. https://doi.org/10.55559/sjaes.v2i01.32 Copyright Notice: © 2022 The Author(s). This is an open-access article published by Sprin Publisher under the Creative Commons’ Attribution 4.0 International (CC BY 4.0) licence. https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/ |
ملخص البحث:
الحضارة الغربية التي في الحقيقة حضارة استغلال، وازدواجية، وهي مجردة عن القيم الإنسانية، وواقعها الاستعمار، والتبشير، والتحريف، والتزوير. والفكر الغربي الذي نشأ في أحضان وثنية اليونان وعبادة القيصر الإله الروماني، ثم اصطبغ ميراثه هذا بأساطير اليهودية المحرفة ومفاهيم المسيحية التي انصهرت في بوتقة أديان التثليث، أصبح اليوم فكرا عالميا، ويحاول أن يفرض نفوذه على جميع الناس عامة وعلى الأمة الإسلامية خاصة. فلا بد للأمة الإسلامية أن تدرس اليوم دراسة مقارنة بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الأوربية وتعرف حقائق الحضارتين وتحدد موقفها من الحضارة الغربية والفكر الغربي ولا تبعد عن روح العربية والخصال الفطرية. فوفق الله تعالى في الأمة الإسلامية رجالا غير واحد ليقوموا بهذه المسؤولية، فهاجموا الحضارة الغربية والفكر الغربي، وكشفوا زيفها ودعوا الناس إلى مقاومتها وحماية نفوسهم من الانصهار فيها. وأستاذنا الشيخ محمد واضح الرشيد الحسني الندوي رحمه الله تعالى (1935-2019م.) ينتمي إلى هؤلآء الرجال. فهو الذي قام بتحليل الفكر الغربي، وفلسفته المادية تحليلا علميا موضوعيا دقيقا، و أثبت بالدلائل والبراهين أنها حضارة الاستغلال، والثنوية والازدواجية، والشعور الإنساني مفقود في هذه الحضارة. وصدرت له في هذا المجال مقالات في جريدة ’الرائد‘، ومجلة ’البعث الإسلامي‘. وقام المجمع الإسلامي العلمي بلكناؤ بجمع بعض هذه المقالات وطبعها في صورة كتاب عام 2012م. تحت عنوان ’إلى نظام عالمي جديد‘. وهذا الكتاب يشتمل على بابين هامين بالإضافة إلى تقديم الكتاب بقلم فضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، وكلمة تعريف وتقديم للأستاذ نذر الحفيظ الندوي، وكلمة بين يدي الكتاب وتمهيد بقلم المؤلف، وفهرس الكتاب.
الكلمات الرئيسة: الحضارة الغربية ، القيم الإنسانية ، الصفات الفطرية ، الازدواجية ، الصحوة الإسلامية ، سياسة الاستغلال
في تقديم الكتاب يلقي الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي الضوء على أحوال العالم الإسلامي في مجال السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والديني، والثقافي، والفكري تحت سيطرة الدول الاستعمارية الغربية من بريطانيا، وفرنسا وروسيا إلى أمريكا مباشرة وغير مباشرة، وحديثا وقديما، ثم يبحث عن الصحوة الإسلامية ونشاطات الإعلام الإسلامي في التنبيه على المؤامرات المستعمرين ضد تراث الإسلامي وتبصير الناس بالواقع المتغير في العالم.
ويتكلم المؤلف في بين يدي الكتاب عن المواد المستفادة لإعداد تلك المقالات التي يشتمل عليها الكتاب، ثم يشكر لمن قدم له و أعانه على طبعه.
وفي كلمة تعريف وتقديم يتكلم نذر الحفيظ الندوي أولا بالإيجاز عن جهود أربعة شخصيات من الهنود في مواجهة الغزو الفكري، ورفع الراية المحمدية، وصد تيار الردة الفكرية، والعقائدية، والحضارية، والثقافية، وهم السيد محمد الرابع الحسني الندوي، والأستاذ محمد الحسني، والأستاذ سعيد الأعظمي الندوي، والأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي؛ ثم يتكلم مفصلا عن الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني، حياته وخدماته ، خاصة في مواجهة الغزو الفكري؛ كما يبحث عن خصائص هذا الكتاب وأهدافه.
وفي تمهيد الكتاب يناقش المؤلف أحوال أوربا السياسية، والاجتماعية، والدينية من القرن الخامس إلى الخامس عشر الميلادي.
والباب الأول للكتاب الذي يعنون بـ"الحضارة الغربية واقعها الاستعمار، التبشير، الاستغلال الاقتصادي، التحريف، والتزوير الفكري" يتوزع بين خمسة فصول.
الفصل الأول، تناقضات واقع العالم الغربي، يشتمل على ثماني مقالات. فالمقالة الأولى تحت عنوان ’أوربا القرون الوسطى وأوربا العصر الحاضر‘ تعالج أولا أحوال أوربا السياسية، والدينية، والاجتماعية في القرون الوسطى، ومن هم سيطروا عليها، وكيف يعامل حكامها مع رعيتهم؛ ثم يذكر دخول أوربا في عهد التقدم العلمي وتحرر الشعوب المستضعفة المستعمرة، ودور الأمم المتحدة في الاحتفاظ بسلامة العالم، ومنع المعتدي من الاعتداء، واحترام الإنسان، وصيانة حياته ومملكاته. وأخيرا يذكر كيف تقوم أوربا بأعمال استعمارية، ونشاطات إرهابية بقيادة أمريكا باسم العولمة.
وفي المقالة الثانية يناقش المؤلف عناصر الضعف الداخلية في أوربا، والصراعات والنزعات والفروق بين بلدانها وشعبها. ويثبت أن أوربا قد فشلت في تحقيق سعادة الإنسان في داخل البلاد وخارجها.
وفي المقالة الثالثة يتحدث المؤلف عن تاثير الإستعمار الأوربي والفكر الغربي على العالم عامة وعلى العالم الإسلامي خاصة، ودخول النظرية العلمانية في البلدان الإسلامية ونتيجتها السيئة إزاء الفكر الإسلامي والعلماء المسلمين الربّانيين.
وفي المقالة الرابعة يبحث المؤلف عن التأثير الشنيع للتربية الاستعمارية (التي متصفة بالتربية اللادينية واللاأخلاقية) على المجتمع، ويبين أن القيادة السياسية التي مجردة عن القيم الدينية تفشل في حل المشكلة الداخلية والخارجية ويزيّن كلامه بالأدلة والأمثلة.
وفي المقالة الخامسة يدرس المؤلف دراسة مقارنة بين النصرانية في العهد القديم والنصرانية المعاصرة، فيقول إن الدعاة إلى النصرانية في العهد القديم كانوا يدعون الناس إلى دينهم عارفين أن دينهم دين المغفرة والرحمة، وآخذين المحبة رمزا لدينهم، وقد كانت الكنيسة تسيطر على الدولة وسياستها، لكن في العصر الحديث بدأت السياسة والدولة تسيطر على الكنيسة وأصبحت وسيلة من وسائل الاستعمار؛ وقد اختار الدعاة إلى النصرانية سائر الطرق السياسية لغلبة العنصر السياسي على النصرانية المعاصرة؛ ثم يصرح المؤلف أن الوضع الثاني أخطر من الوضع الأول للديانات الأخرى، وفي مقدمتها الإسلام، لأن المقابل الوحيد لها هو الإسلام.
وفي المقالة السادسة يتكلم المؤلف عن التقدمية والتقدميين، وينبه القراء عن إرادتهم الخادعة باسم التقدمية، وهي قطع صلة الأمم من تاريخهم، وإنشاء الصراع بين ماضيهم وحاضرهم.
إن الغرب سيطر على البلدان الإسلامية سنين، وفي تلك المدة حاول تطوير الشعوب الإسلامية بوسائل مختلفة، كما وضع النظام التعليمي والتربوي الجديد ووضع جهازا للإعلام بتخطيط دقيق. لكن هذه المحاولات ليست لتطوير الشعب الإسلامية، بل كانت لمصلحتهم. ففي المقالة السابعة يسلط المؤلف الضوء على هذه النقطة ويبين كيف خدع الأوربييون الشعب الإسلامية باسم التطور والتقدم عبر الأيام.
ويبحث المؤلف في المقالة الثامنة عن تاثير مثمر للدين الصحيح على الإنسانية وكذلك يلقي الضوء على المجتمع الذي يفقد فيه الدين كيف يختل نظامه في كل مجال.
والفصل الثاني للباب الأول يتضمن إحدى عشرة مقالة، ففي المقالة الأولى يعالج المولف الطرق المختلفة التي اتخذها المعادون للإسلام لمعادة المسلمين، ويصرح أنهم كانوا يحاربون الإسلام في العصور الأولى باسم الإسلام ، وفي العصر الأخير بدأوا يحاربون الإسلام باسم الإرهاب والتطرف، ثم يثبت بالأدلة والأمثلة أن أوربا هي موطن الإرهاب في الحقيقة.
وفي المقالة الثانية يبحث عن ميزتين متضادين للحضارة الأوربية، وهما ميزة بناء وميزة هدم، ويقول في اختتام المقالة:
"لقد ظهرت هذه الازدواجية في عهد الاستعمار وبعد انحسار الاستعمار، فقامت أوربا بالبناء من جهة وبالهدم من جهة أخرى، وبالتحقيق والبحث من جهة، وبإبادة ثمار التحقيق والبحث من جهة أخرى، وبرفع مستوى المعيشة من جهة، وبإحداث المعاناة والمقاساة من جهةأخرى، وسياسة الاستغلال والسعي وراء النفع المادي، فقد مات ملايين من الناس في إفريقا رغم التضخم الغذائي في أوربا وإبادة كميات هائلة من الغذاء وإلقاءها في البحر، إنها حلت مشاكل الحياة، والصراعات، وخلقت مشاكل وصراعات تسفك فيها دماء الناس."[1]
وفي المقالة الثالثة يذكر المؤلف ما حصل العالم من التقدم العلمي والتكنولوجي، ثم يصرح كيف يستعمل الأوربيون هذا التقدم للأعمال الإرهابية، وأخيرا يحصّل نتيجة بحثه كذلك: "لقد شقي العالم في ظل الحضارة الغربية أكثر مما سعد بتقدم العلم، ويزداد شقائه، وإذا استمر هذا الوضع فإن الإنسانية كلها تحول إلى اللاجئين، أو يقتل بعضهم بعضا."[2]
والمقالة الرابعة تعالج الحضارة الغربية بصفتها حضارة الثنوية والازدواجية. وفي المقالة الخامسة يدرس المؤلف واقع الإنسانية في ماضيها وحاضرها، وتأسف على واقع العالم المعاصر قائلا:
"إن واقع العالم المعاصر، واقع مؤلم للغاية، مهما ادعى أصحاب العقول التابعة للغرب بتقدم وحضارة، فإن التمييز العنصري شائع في أمريكا، وأوربا، وفي إفريقا يمارس البيض المتحضرون، بمساعدة الدول المتحضرة، وأن القضية الدينية في سائر البلدان الأوربية، التي استعمرت البلدان الإسلامية، فشوهت وجهها، وطمست معالمها، وأن الحروب وسفك الدماء يجري بتأييد الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، فقد انغمست أمريكا في أسوأ مسرحية دامية في "فيتنام"، و"هيروشيما" ، و"ناجاساكي"، و"لبنان"، ومافعلت روسيا في أفغانستان، وحاولت أن تستعبد شعبا كاملا وما مارسته الحكومات التي تستظل بظلها من وسائل قمع وكبت ولايزال العالم المعاصر على فوهة بركان لسياسة طائشة لبعض الحكام."[3]
وفي مقالة السادسة يبحث المؤلف عن ’القلق النفسي‘ الذي أصبح اليوم مرضا نفسيا في العالم، خاصة في أوربا؛ وكذلك يبحث عن سببه، وسبيل النجاح منه. والمقالة السابعة، والثامنة، والتاسعة، والعاشرة كلها تعالج جانبا من جوانب الحياة الإنسانية التي تداس في الحضارة الغربية.
فالمقالة السابعة تعالج تدهور السلوك الإنساني وفقدان الأمن في الحضارة الغربية. وفي المقالة الثامنة يتحدث المؤلف عن فقدان الشعور الإنساني في الحضارة الغربية، وسببه ونتيجته، وأخيرا يذكر حاجته لقيام المجتمع الإنساني. وفي المقالة التاسعة يذكر المؤلف بسطا وتفصيلا كيف يكون الإنسان الضحية الأولى في الحضارة الغربية. والمقالة العاشرة تسلط الضوء على المآسي الإنسانية في الحضارة الأوربية. وفي المقالة الحادية عشر يتناول المؤلف السياسة السوفيتية، كيف خدع قادتها الجماهر بكذبهم ومكرهم، وأضلواهم بمصطلحاتهم الفاسدة.
والفصل الثالث للباب الأول المسمى بـ’انحراف العلم والثقافة عن وظيفة بناء الإنسان‘ يتضمن أربع مقالات. يناقش المؤلف في المقالة الأولى بعض التهم التي اتهم بها الأوربييون الإسلام، ومحاولة تشويههم تاريخ المسلمين. وفي المقالة الثانية يتحدث المؤلف عن العناصر المماثلة لمعادة الإسلام والمسلمين التي توجد في المستشرقين في العصر الحديث وفي المشركين في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم. ويذكر في المقالة الثالثة أن التقدم العلمي والحضاري لم تنجح في تحقيق كرامة الإنسان وسلامته بل أصبح وسيلة للتدمير والتزوير، ثم يبين كيف توطؤ حقوق الإنسان في الدول المتقدمة في العلم والحضارة. والمقالة الرابعة تبحث عن فلسفة التعليم والتربية في الغرب، وأهدافها المادية؛ وينقل أقوال الكتاب الغربيين ومفكريهم في تفسير مفاهمها وأهدافها.
والفصل الرابع للباب الأول الذي يعنون بـ" تلاعب بالمصطلحات" يشتمل على أربعة مقالات. اما المقالة الأولى ينتقد المولف فيها على موقف المسلمين المثقفين بالثقافة الغربية إزاء الدين، و يصرح من هم المفسدون في البلاد ومن هم المصلحون.
وفي المقالة الثانية يبحث عن خلفية تعبير ’الأصولية‘ وقصة نقلها إلى العالم الإسلامي. ثم يبحث بحثا وافيا عن محاربة الغرب ضد الإسلام والمسلمين باسم محاربة الأصولية. وفي المقالة الثالثة أيضا يبحث عن " الأصولية". وفي المقالة الرابعة يدرس المؤلف ما يفهم بتعبير "الحرية" في بلاد المسلمين وما حدودها.
الفصل الخامس للباب الأول يشتمل على ثمانية مقالة، يتكلم المؤلف في المقالة الأولى عن من تخافه أوربا وتعتبر عدوها الحقيقي بعد تسليط الضوء على أحوال العالم السياسية بعد الحروب الصليبية، ويخرج نتيجة البحث كذلك:
"إن هذه التصريحات بينما تدل على أن أوربا تعتبر الإسلام عدوها حضاريا، ودينيا، وسياسيا، تدل على أن أوربا من طبيعتها الخوف، والذعر، والخوف من كل من لا يتفق معه، أو له قوة، أو صلاحية تأثير، وأنها دائما تضع أمام عينها عدوا تحاربه، وأن الاستكبار وفرض سيطرتها على غيرها طبيعتها التي لم تتغير رغم انتشار العلم والحضارة."[4]
وفي المقالة الثانية يتحدث المؤلف عن حملة العلم والتربية التي استهدفتها الدول الأوربية ضد الإسلام والمسلمين بعد خيبة الحروب الصليبية في موضع حملة الأسلحة. وفي المقالة الثالثة يلقي المؤلف الضوء على خطة العمل للدول الأوربية لتحطيم اقتصاد الدول النامية. فيقول:
"اكتشفت الدول الأوربية مجالا جديدا للتدخل والهيمنة على الدول النامية وهو الاستيلاء على تجارة البضائع الاستهلاكية، وكان الفكر السائد في هذه الخطوة الجديدة بيع منتوجاتها العادية التي تفيض في أسواقها المحلية، وتضيع، وأحيانا تلجأ إلى إلقائها في البحر وهي تزيد عن مساعداتها الإنسانية، وكانت النية الثانية منع الدول النامية من تطور صناعتها الأساسية، ونمو اقتصادها مهما كان ضئيلا وهامشيا بالنسبة للاقتصاد الأوربي المتطور، فإن بعض الدول النامية كانت في طريق التطور، وكانت صناعتها وزراعتها ترتقي، وكانت تسعى إلى أن تحتل مكانة في السوق العالمية، كما كانت الهند والصين ودول نامية كبرى، وقد كانت هذه الدول تقوم بتجارب في الإكتفاء الذاتي، ففكرت الدول الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا أن تضع جدا لهذا الاتجاه الصاعد، واكتشفت وسيلة تجارة البضائع الاستهلاكية تشترك فيها الدول المتعددة."[5]
وفي المقالة الرابعة يعالج بعض الوسائل التي استخدمها المبشرون للتغريب والتنصير في الد ول الإسلامية. وفي المقالة الخامسة يبحث عن نوعية محاربة العالم الإسلامي والمسلمين التي اتخذها في الدول الغربية في العصر الحديث. وفي المقالة السادسة يتناول المؤلف التصورات الخاطئة عن الإسلام والمسلمين التي انتشرت في الدول الأوربية لإدخال الشكوك والشبهات في تعاليم الإسلام وتاريخه. وفي المقالة السابعة يتكلم المؤلف عن الصراعات والنزعات التي يشاهدها العالم في العصر الحاضر، بعد تسليط الضوء على الحركات والمنظمات التي تعمل لحرية الإنسان ، وضمان حقوقه، وتأمين سلامه. وفي المقالة الثامنة ينتقد المؤلف على الأدباء والشعراء الذين سحرهم بريق الحضارة الغربية بالعلم، والتقدم، والسعادة، والرفاهية، وكرامة الإنسان، والمحبة ، ونسبوا جميع المكارم والفضائل إلى العصر الحديث، ثم يتكلم عن خداع الاشتراكيين عن الشعب الإنساني برمزهم، السنبلة والمطرقة.
والباب الثاني للكتاب يتوزع بين فصلين، الفصل الأول تحت عنوان "إلى نظام عالمي جديد" يشتمل على أربعة مقالات من إلى نظام عالمي جديد، إلى استراتيجية الجديدة، و’لا بد من تغيير الموقف الأوربي إلى الإسلام والمسلمين‘، و’الإسلام هو البديل‘.
ففي الأوليين يبحث المؤلف بحثا دقيقا عن النظام السياسي، والاقتصادي، والديني الذي راج في العالم تحت قيادة أمريكا بعد انفكاك الاتحاد السوفيتي، وسقوط نظامه الاشتراكي. وكذلك يعالج ما استفاد العالم من هذا النظام الجديد في حل مشاكله. وفي المقالة الثالثة يبحث عن موقف الأوربيين إزاء الإسلام والمسلمين بعد خروجهم من حالة القمع والكبت المفروضة عليهم في الاتحاد السوفيتي، وفي دول الاستعمار الأوربي، ثم يدعوهم إلى تغيير موقفهم إلى المسلمين. وفي المقالة الرابعة يتكلم المؤلف عن الوعي الإسلامي والصحوة الإسلامية، ونشاطات الحركات الإسلامية وجهودها في تحقيق الأمن والسلام، ثم يصرح أن الإسلام هو الحل الوحيد لكل مشكلة من المشاكل العالمية.
والفصل الثاني المعنون "لما ذا لايجرب العالم الإسلام؟" يحتوي على عشر مقالات؛ وهي ’بين الإسلام والمذاهب الوضعية‘، و ’بين منهج الإسلام للتربية ومنهج النظم الأخرى‘، و’إن الباطل كان زهوقا‘، و’كيف يلتقي النظامان‘، و’الإسلام نظام فريد متكامل غني عن سائر الأنظمة الوضعية على طول الخط‘، و’التربية الإسلامية وأبعادها‘، و’الحوار لا يجدي إلا إذا كان من فرقاء متساوين‘، و’لا تحل مشاكل الإنسانية إلا بوجود قوة محايدة عادلة‘، و’التسامح والإحترام المتبادل يساعد في التقارب بين الغرب والعالم الإسلامي‘، و’المجمع الإسلامي الذي يصلح لقيادة العالم‘.
ففي أولها يوازن المؤلف بين الإسلام وبين المذاهب الوضعية، فيقول فارقا بينهما:
"ومن الفوارق بين الإسلام وغيره من الأديان الأخرى فقدان القيم الخلقية لكون تلك الأديان تابعة لتفكير واتجاه رجالها، وحريتهم في وضع تعاليم أو شرح التعاليم المتوازنة، شرحا يلائم ذوقهم، وطبيعة عصرهم، أو بيئتهم."[6]
والمقالة الثانية تعالج دراسة موازنة بين المنهج الإسلام للتربية ومناهج الديانات الأخرى لها. وفي المقالة الثالثة يبحث عن بعص التهم الموجهة إلى الإسلام والمسلميىن من الاشتراكيين والمستعمرين، ثم ردّها بأسلوب علمي. وفي المقالة الرابعة يتناول المؤلف تيارين متواصلين، أولهما تيار الاتجاه إلى الإسلام المتصاعد، ودراسة الإسلام والتعرف عليه، والاعتراف بصلاحيته لإسعاد الحياة؛ وتيار آخر وهو اضطهاد المسلمين في مختلف أنحاء العالم بأعذار مختلفة. والمقالة الخامسة تعالج عدة خصائص للنظام الإسلامي. والمقالة السادسة يبحث فيها عن التربية الإسلامية وخصائصها. والمقالة السابعة يتحدث عن الحوار الذي تعد من الوسائل المؤثرة لحل المشاكل وتسوية الخلافات القائمة بين الفريقين أو فرقاء. ويصرح أن الحوار يكون مثمرا إذا كان بين فرقاء متساوين. والمقالة الثامنة تتكلم عن السبب الرئيسي لتقعد قضايا العالم واستعصاء حلها، وهو عدم وجود قوة محايدة عادلة. وفي المقالة التاسعة يبحث المؤلف العناصر التي تساعد في التقارب بين الغرب والعالم الإسلامي. وفي المقالة العاشرة يبين المؤلف خصائص المجتمع الإسلامي، ويصرح أن هذا المجتمع يصلح لقيادة العالم وحده.
هذه ما يأتي بها المؤلف في كتابه "إلى نظام عالمي جديد"، ففيه يبحث المؤلف عن الحضارة الغربية بأسلوب علمي وموضوعي، ويكشف عن خضائصها و مواطن ضعفها باعتدال، كما يواجه الأفكار الغربية بشجاعة وذكاء، وينبه القراء على تأثيرها القبيح على المجتمع الإنساني بأسلوب أنيق. أثنى عليه أ. د / محمد اجتباء الندوي، قائلا:
"هذا الكتاب إلى نظام عالمي جديد عنوان جديد لكتاب موضوعي حديث، يحتوي على دراسات وبحوث واعية عميقة متيقظة بحكمة وتعقل وحنكة خبرت الأفكار والآراء، والأيدولوجيات العصرية المعاصرة الغربية والشرقية، بجنب العقيدة والفكر الطاهر النقي الشفاف الحيادي غير المنحاز إلى فئة ومجموعة من البشر فظهر الكتاب قيما ونافعا على مستوى رفيع."[7]
***
مراجع:
[1] ) الندوي، محمد واضح رشيد، إلى نظام عالمي جديد، لكناؤ: المجمح الإسلامي العلمي، ص: 92
[2] ) الندوي، محمد واضح رشيد، إلى نظام عالمي جديد، لكناؤ: المجمح الإسلامي العلمي، ص:98.
[3] ) نفس المصدر ص: 105.
[4] ) الندوي، محمد واضح، إلى نظام عالمي جديد، المجمح الإسلامي العلمي، ص:192
[5] ) الندوي، محمد واضح رشيد، إلى نظام عالمي جديد، لكناؤ: المجمح الإسلامي العلمي، ص:202.
[6] ) نفس المصدر، ص:265
[7] ) ملف الكتاب.